تلفزيون نابلس
الاقتصاد الفلسطيني: انخفاض هائل بالضفة وانهيار تام بغزة
7/6/2024 1:41:00 PM

 وفقًا لأحدث مسح للأسر المعيشية صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني في عام 2023 (ما قبل تشرين الأول/أكتوبر 2023)، قُدر معدل الفقر الوطني في فلسطين بنحو 32.8% (11.7% في الضفة الغربية، و63.7% في غزة). ومع انزلاق سكان غزة إلى الفقر المدقع، تزداد معدلات الفقر في الضفة الغربية أيضًا بسبب تراجع النشاط الاقتصادي وزيادة البطالة.

التقديرات تشير إلى أن حوالي 500 ألف مواطن أصبحوا عاطلين عن العمل منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة. وأن الاقتصاد الفلسطيني فقط أكثر من 200 ألف وظيفة في غزة، بينما فقد حوالي 150 ألف عامل في الضفة الغربية وظائفهم داخل أراضي الـ48، وفقد 144 ألف عامل إضافي وظائفهم بسبب انخفاض الإنتاج والقيود المفروضة على وصول العمال إلى أماكن العمل.

ووفقًا لبيانات منظمة العمل الدولية، تقدر خسارة الدخل اليومية بسبب فقدان الوظائف بمبلغ 21.7 مليون دولار يوميًا (يرتفع الرقم إلى 25.5 مليون دولار أميريكي يوميًا عند الأخذ في الاعتبار الانخفاض في دخل موظفي القطاعين العام والخاص).

هذا ما يفيد به تقرير لوكالة "وفا"، نُشر مؤخرًا، تحت عنوان "العدوان يضرب قطاع السياحة في بيت لحم"، ولفت إلى أن "القطاع السياحي من أول القطاعات المتضررة في الأزمات، وآخرها تعافيًا".

وفي السياق، ينقل التقرير عن مديرة "مؤسسة الحرفيين للتجارة العادلة"، سوزان الساحوري، قولها إن في محافظة بيت لحم حوالي 400 مشغل من بينها 300 في بيت ساحور بعضها غير مسجل بشكل رسمي بسبب صغره ووجوده داخل منازل بعض الحرفيين.

وتضيف أن حوالي 10% من المشاغل أُغلقت خلال جائحة كورونا، وفي حينها هدفت مؤسسة الحرفيين لترويج البضائع المتكدسة من التحف الشرقية في الخارج، من خلال تخفيض سعر العمولة وتقديم تنزيلات في الأسعار، مؤكدة أن هذه السياسة المتبعة حاليًا في ظل الحرب المستمرة على شعبنا في قطاع غزة، وتوقف قطاع السياحة عن العمل في فلسطين بشكل شبه تام.

وتتابع: "خلال هذه الفترة انخفضت أعداد المشاغل حوالي 20%، وأكثر المتضررين من الحرب "الحرفي الصغير" أي الذي يمتلك مشغل صغير يعيل من خلاله أسرته، مشددة على أن مؤسستهم "تحاول مساندة الحرفيين من خلال مساعدتهم في تسويق منتجاتهم في الأسواق العالمية، إضافة لترميم وتطوير بعض المشاغل"، ومبينة أن "صعوبة الوضع العام تلقي بظلالها على كل المجالات".

السياحة في بيت لحم كمثال

انتكس اقتصاد بيت لحم في الأشهر الـ9 الأخيرة مرة أخرى، بعد أن بدأ بالتعافي من آثار جائحة كورونا، وانعكس ذلك على قطاع السياحة الذي يشكّل مصدر الدخل الأساسي في المحافظة.

ومنذ بدء العدوان، يتابع التقرير موضحًا، غابت الوفود السياحية الأجنبية والمحلية عن بيت لحم التي تحتضن أقدم وأهم الكنائس المسيحية في العالم أجمع، كنيسة المهد التي شيدت على المغارة التي ولد فيها السيد المسيح.

وقبل جائحة كورونا عام 2020، كان يصل إلى بيت لحم نحو 3 ملايين سائح أجنبي وزائر محلي، بينما بدأت بالتعافي العام الماضي 2023، بعدما وصل عدد السياح فيها إلى مليون ونصف مع نهاية سبتمبر/أيلول الماضي.
كما كانت المحافظة تعتمد على السياحة المحلية ومن داخل أراضي الـ48، حيث يشكّل السيّاح من القدس وأراضي الـ 48 ما نسبته 35% من القوة الشرائية للمحافظة، والتي فقدتها في ظل الإغلاق المتكرر للحواجز العسكرية الإسرائيلية المحيطة في المحافظة.

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة