إنتظرتك طويلاً يومها يا تولين، قلت لي لا تذهب لساحة المواجهة وحدك، سأموّه أمي واّت معك.
إنها الانتفاضة، دخل شارون القدس، هبّت فلسطين، تشنّج العالم مصدوماً منّا، تعالي معي، اتركي أمّك، فالحجر اهمّ.
أما زلتي تذكرين يومها؟ حين لحقت بي وأصوات التكبير تعلو، واللهب يشتعل على حاجز قلنديا؟
قلت لك والتعب يجهدني: غادري ساحة المواجهة، لا يزعجني صوت الرصاص، يزعجني الحجر الملتصق بيدك حد الجنون.. يدك لي!!
أذكر كم كنت مستاءة يومها،
- أتصرخ في وجهي لأجل حجر وقنبلة غاز؟
اهكذا الحب؟
لن أترك الساحة إلا معك.
لم تعلمي يومها أنّي أعشق اللّعب بقنابل الغاز أكثر من اللّعب بشعرك،
أنّي كلّما أحببتك أكثر، ثرت في ساحات المواجهة أكثر..
ولأن النساء بطبعها تغار، صرت تشاركيني اللّعب بالقنبلة، وأيضاً في عشق القضيّة،
قلت لي: لن تموت وحدك،
سنموت معا!!
أن تعشقي فلسطينياً أيّتها العذراء، يعني أن تكوني بندقيته التي تحميه في كل وقت،
أن تكوني كوفيته التي تغطي وجهه في ساحات الحرب..
* من رواية "حب بين زخات الرصاص" للكاتب رامي معالي
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |