عمر البرغوثي ابن بلدة كوبر بمحافظة رام الله والبيرة، أُطلق عليه وهو شابٌّ يافعٌ لقب (أبو عاصف) من قبل زملائه ورفاق دربه في حركة "فتح"، أُسوةً بـ"العاصفة"؛ الاسم الذي كان يُطلَق على الثورة الفلسطينية وحركة فتح التي "فجرتها" في الفاتح من كانون الثاني عام 1965.
اعتُقل "أبو عاصف" أول مرة في حياته عام 1978 بتهمة المشاركة في عمليات ضد الاحتلال والانتماء لحركة "فتح" في حينه، قبل أن ينتقل إلى حركة "حماس"،
وقد حُكم بالسجن المؤبد، لكنه أُطلق سراحه ضمن عملية التبادل الشهيرة التي جرت بين حكومة الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين- القيادة العامة، التي على ضوئها أُطلق سراح نحو 1150 أسيراً وأسيرة.
ومنذ ذلك الوقت توالت الاعتقالات للأسير عمر البرغوثي الذي يبلغ من العمر اليوم 67 عاماً، وقد أمضى نحو 25 سنة من حياته في الأَسر، نصفها تقريباً قيد الاعتقال الإداري.
الاعتقال من جديد
فجر اليوم الحادي والثلاثين من آذار عادت قوات الاحتلال لتقوم باعتقال عمر البرغوثي بعد دهم منزله، كما اعتقلت نجله الشاب محمد البالغ من العمر (19 عاماً)، وذلك بعد أقل من عشرة أشهر على إطلاق سراحه من الاعتقال الإداري الأخير.
ولم تقتصر ملاحقة الاحتلال على عمر فحسب، بل جرى اعتقال نجله عاصم أيضاً، ففي المرة الأُولى أمضى نحو 13 عاماً، وفي أواخر عام 2018 اعتُقل مرة أُخرى بعد استشهاد شقيقه صالح بتهمة تنفيذ عملية عسكرية قرب مستوطنة "جفعات اساف"، كما جرى هدم منزله في أعقاب هذه العملية.
وقال نادي الأسير في بيان له: إن اعتقال عمر البرغوثي ونجله محمد (19 عاماً) فجراً من منزلهما في بلدة كوبر هو استمرار لنهج سلطات الاحتلال في تنفيذ سياسة العقاب الجماعي بحق عائلة البرغوثي، والتي تتعرض لها منذ عدة عقود، حيث أعدمت نجلها صالح عام 2018، واعتقلت غالبية أفراد العائلة، من بينهم زوجته سهير، إضافةً إلى استمرار اعتقال شقيقه نائل الذي يقضي أطول فترة اعتقال في تاريخ الحركة الأسيرة، ومجموعها 40، كما هدمت منزلين لها عام 2019.
معاناة من عدة أمراض
وبيّن نادي الأسير أن البرغوثي يُعاني من ضعف في القلب وأمراض أُخرى مزمنة، حيث أجرى خلال العامين الماضيين عمليات جراحية عدة، وأُصيب مؤخراً بضعف في عضلة القلب، وهو بحاجة إلى رعاية صحية خاص.
وأشار إلى أن عمر يتناول في اليوم الواحد عشر حبات دواء، الأمر الذي يضعه في دائرة الخطر في ظل اتساع انتشار فيروس (كورونا) لدى الاحتلال، وتسجيل إصابات بين سجانيه.
المعنويات عالية و"المسكوبية" واطية
وتابع نادي الأسير أنه وفي ظل تكثيف المطالبات بالإفراج عن الأسرى، وتحديداً المرضى وكبار السن، يواصل الاحتلال سياسة الاعتقالات، واستهداف المرضى، وكبار السن، والأطفال والنساء.
يُعدُّ عمر البرغوثي من بين المناضلين الذين يؤمنون إيماناً قاطعاً بجدوى المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي، حيث يدعو دوماً إلى عدم الإحباط أو الياس أو التراجع، ويتمتع دائماً بمعنويات عالية حتى في ظل أكثر الظروف شدةً وصعوبةً، ويُنقل عنه في إحدى المرات حينما تعرض للتحقيق في معتقل المسكوبية لمدة شهرين في ظروفٍ مشددةٍ، وبعدها أُطلق سراحه ليجيب عن أسئلة من شاركوا في استقباله بأن "المعنويات عالية والمسكوبية واطية".
عمر وطربوش أبيه
وفي إحدى رواياته التي يقصها على مستمعيه، خاصةً حينما يمر في أرضٍ ورثها عن والده في قريته، أنه كان يعمل على بناء سلسلة من الحجارة حول الأرض، فأصابه تعب وإرهاق، وقرر أن يتوقف عن العمل ليعود إلى البيت.
وأثناء استعداده للعودة إلى المنزل إذ بحجرٍ كبيرٍ يسقط من مكانه، وكان تحته طربوش والده المرحوم الذي كان يقضي معظم وقته بالعمل في الأرض، ما زاد تصميم عمر على ضرورة مواصلة العمل في الأرض، والحفاظ على أرض الآباء والأجداد والدفاع عنها بكل السبل.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |