ليست كل معارضة خيانة
شيوع ظاهرة التخوين وسط نخب سياسية وثقافية متباينة، يكاد يتحول إلى سمة فكرية مجتمعية بالغة الخطورة، تستخدم فيها أساليب محرمة في التعامل مع الخصوم من كافة التيارات والاتجاهات السياسية.
فلم تعد قاصرة على رأي وتقديرات قوى حاكمة ومؤيديها ضد معارضيهم أو العكس، بل أيضا أضحت شائعة أو سلاحا يهدم بنيان المجتمع ويتهدد وحدته مع أن حرية الرأي والتعبير كفلته كافة القوانين والمواثيق الدولية وكفلت الحرية السياسية والتعددية والشراكه والنقد الموضوعي البناء هو الطريق الافضل والاسلم للجميع وغوغائية البعض تكاد تكون مدمرة للحرية والديمقراطية وتندرج تحت مفهوم تكميم الأفواه والتنمر على الآخرين
وفي رأي الكثير من الخبراء في علم الاجتماع السياسي أن خطورة شيوع هذا النوع من التوجهات يكمن في أنه قد يضرب السلم المجتمعية، حيث تتحول العلاقات بين الأفراد من علاقات إنسانية تحكمها قيم المودة والتراحم إلى علاقات تبنى على الريبة والشك والهواجس.
وربما يكون لهذه الظاهرة حضور في الكثير من الدول العربية ، يتسع أو يقصر وفقا للتباين الحاصل في البيئة السياسية، لكن تظل المسألة أشد وضوحا في فلسطين، وقابلة للانتشار والتغلغل، وباتت لا تخطئها عين المراقبين.
ودخل المصطلح القاموس السياسي بحسبانه معبرا عن حالة اغتيال الخصوم معنويا، عبر اتهامات تطعن في شرفهم ووطنيتهم والتنكيل بهم وإقصائهم. ورغم أن العالم العربي سبق أن شهد مكارثيات فكرية متقطعة في عقود ماضية، إلا أن الحالة الراهنة في فلسطين تبدو غير مسبوقة في حجمها، كما أن مؤججيها متعددو التوجه، وتأثيراتها متشعبة. مما يتطلب وفي حالتنا الفلسطينية وعي سياسي ومجتمعي والتوقف عن نبرة الخطاب السياسي الحاد والابتعاد عن التعصب قدر الإمكان وترك مساحه من احترام الرأي والرأي الاخر بعيد عن سياسة التخوين والتعنصر والتحزب وعم إطلاق التهم الجزافيه
أن التراشق الإعلامي بين الداعين لإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية وبين المتمسكين بالوضع الراهن وتوجيه الاتهامات المتبادلة لم يخدم القضية الفلسطينية لا بل يعمق الانقسام بين الشعب الفلسطيني ويخدم أهداف الاحتلال وكان يفترض في كل حريص على القضية الفلسطينية والوحدة الوطنية الشروع بفتح حوار جدي للتوصل لقواسم مشتركة تقود للإصلاح الفلسطيني تحت السقف الفلسطيني وبعيدا عن أي تدخلات خارجية دوليه وإقليمية وبعيدا عن المال الفاسد ومحاولات الاغراء للانقضاض على الوحدة الوطنية الفلسطينية
وإذا كان هناك حقا من هو حريص على الوحدة الوطنية ؟؟ فان على كافة القوى والفصائل الفلسطينية أن لا تستنسخ تاريخ المجلسين والمعارضين وأن لا يستنسخ ثقافة يسود فيها الخلاف، بمعنى مخالفة كل ما يعارض أفكارنا وتفكيرنا وميولنا فهو ضدنا
يجب أن نؤمن بأن الخلاف في الرأي يجب ألا يفسد الود، وأن مناقشة الأفكار أجدى وأكثر فائدة من اعتقال الآراء، وأنه إذا أشار إصبع إلى القمر، فالأغبياء وحدهم هم الذين ينظرون إلى الإصبع. فهل آن لأمة «أقرأ» أن تتخلى عن الصياح وتبدأ العمل؟ وتشرع بعملية اصلاح حقيقي ترقى لمستوى التحديات ودعوة المجلس المركزي والوطني للانعقاد وعلى جدول الأعمال الإصلاح وترتيب البيت الفلسطيني وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير ولجنة تنفيذية تجمع الكل الفلسطيني وإعادة الدور الفاعل لدائرة المفاوضات وكافة مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد
إن إعادة هيكلية بناء منظمة التحرير ومؤسسات السلطة الفلسطينية ، يجب أن يتم تحت سقف البيت الفلسطيني ومن البوابة الفلسطينية وضمن مفهوم التعددية والشراكة السياسية وبعيدا عن أي تدخلات خارجية وبعيدا عن التدخلات الأمريكية والإقليمية
وهذا يتطلب التالي :-
أولا :- الشروع فورا بحوار وطني بين كافة القوى والفصائل الفلسطينية ودعوة الأمناء العامين للفصائل والأحزاب والقوى جميعا للاجتماع وتدارس الأوضاع على الساحة الفلسطينية اثر استمرار حرب الاباده ضد الشعب الفلسطيني وتداعيات الحرب ومخاطرها على القضية الفلسطينية وما تتعرض له الضفة الغربية من استباحة للدم الفلسطيني وتدمير للبنى التحتية ومقتضيات ومخاطر المرحلة تقتضي تشكيل قياده وطنيه موحده و خلية ارمه لتكون مرجعيه لاتخاذ القرارات ورسم السياسات الفلسطينية
وضرورة الشروع لبحث أليه لتطبيق قرارات ما تم التوصل إليه في وثيقة لم الشمل الفلسطيني في الجزائر واتفاقات القاهرة والدوحة بما يفضي إلى تحقيق الوحدة الوطنية والتأكيد على وحدة الجغرافية الفلسطينية وتوحيد المؤسسات الفلسطينية وفق القانون الأساس الفلسطيني لدولة فلسطين والانتخابات هي الشرعية الشعبية للشعب الفلسطيني لاختيار ممثليه ورفض أي إجراءات وقرارات تخطط لها أمريكا وإسرائيل وبعض القوى الإقليمية لغزه والضفة الغربية وتعد تقويض وانقضاض على دولة فلسطين القائمة بقرار الجمعية ألعامه ٢٠١١ والاعتراف بها بحدود الرابع من حزيران ٦٧ وعاصمتها القدس ومنحها صفة مراقب في مؤسسات الأمم المتحدة
ثانيا :- ضرورة التوصل لبرنامج وطني وحدوي يرتكز في منطلقا ته على الثوابت الوطنية الفلسطينية ويشرع إلى مواجهة المخططات الصهيونية والتصدي للمشروع الاستيطاني والتهويد ومحاولات فصل غزه عن الضفة الغربية
ثالثا:- إعادة الحياة السياسية عبر مهمة القوى في استنهاض الوضع الفلسطيني التي تمهد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعيه ومجلس وطني وأصبحت استحقاق لاختيار الشعب مميليه عبر صندوق الاقتراع
رابعا:- احترام القانون الأساس الفلسطيني ومبدأ الفصل بين السلطات الثلاث السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية
خامسا:- إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية والشروع بعقد مؤتمر للإطار الموحد لوضع الأسس التي تمهد لاشتراك جميع القوى والفصائل والقوى على الساحة الفلسطينية باعتبار هذا الإطار الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني
سادسا :- ضرورة تشكيل حكومة وحدة وطنيه من التكنوقراط والمستقلين تمثل الطيف الفلسطيني في دولة فلسطين ويعهد الى هذه الحكومه مهمة إغاثة أبناء الشعب الفلسطيني في غزه وتتولى مسؤولية تحمل المسؤوليات في كافة الجغرافية الفلسطينية و محكومه بجدول محدد النقاط يمهد لتنفيذ الاتفاقات المتفق عليها لإعادة بناء البيت الفلسطيني وإعادة استنهاض العمل المؤسساتي وتوحيدها ويكون بمقدورها تدعيم وصمود المواطن الفلسطيني وان تحظى بغطاء ودعم عربي وإقليمي ودولي وتحظى بتأييد شعبي ويكون بمقدورها قولا وفعلا وعبر جدول زمني محدد لإجراء انتخابات رئاسيه وتشريعية ومجلس وطني
الخطر الذي يهدد المجتمع اليوم هوا لتشريع لتمرير الشعار الاقصائي ، بهدف لجم القوى الداعية والداعمة للحوار والتغيير الممكنين ولبقاء الأوضاع.على ما هي عليه . لكن عندما يسقط البعض بهذا الشعار يسقط المجتمع، فنطلب مزيدا من التواضع والنزول إلى الأرض والواقع حتى نتنفس استقلالا وروحا ومنطقا جديدا لحياة أفضل
إن متطلبات الإصلاح و إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ومؤسسات السلطة الفلسطينية مهمة وطنيه لاستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية وتقود للبناء لمرحله جديدة تقود لوحدة العمل والتنسيق مع الدول العربية والإقليمية والدولية لمواجهة الأخطار المحدقة بالمنطقة ومواجهة تداعيات سياسة اليمين الفاشي على القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني هذا هو مفهومنا للإصلاح وأي إصلاح عبر المال الفاسد والأجندات غير الفلسطينية يحمل من الشبهات التي تتطلب من كل حريص على وحدة الموقف ووحدة القرار الفلسطيني ووحدة التمثيل الوقوف في وجه تلك المحاولات البائسة
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |