تحل الذكرى الستون لانطلاقة حركة فتح والشعب الفلسطيني ما زال يعاني من ممارسات الاحتلال ويعاني من توسع الاستيطان ومحاولات فرض سياسة الأمر الواقع لفرض سياسة الضم وتهويد القدس والتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى وغزة تتعرض لأبشع حملة أباده في تاريخ البشرية والانقسام الفلسطيني ما زال على حاله وما زالت القضية الفلسطينية تراوح مكانها في ظل حملات تستهدف تصفية القضية الفلسطينية والانقضاض على حق تقرير المصير والانتقاص من الحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني.
في ظل كل تلك المخاطر والمتغيرات يحتفل الفتحاويون في ذكرى انطلاق حركة فتح الستون، تلك الحركة التي شكلت عصب نضال الشعب الفلسطيني للحصول على حقوقه المشروعة، والتي كانت العمود الفقري لمنظمة التحرير الفلسطينية التي تعدُّ إلى اليوم الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.
في ظل كل تلك التحولات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة ما زالت القضية الفلسطينية تتصدر الاهتمام الدولي وباتت في نظر العديد من دول العالم مفتاح الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي، ومن هذا المنطلق لا بد من تحقق الوحدة الوطنية ووحدة فتح وضرورة إنهاء الانقسام الفلسطيني لمواجهة المخاطر والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية في ظل المتغيرات المتصارعة في المنطقة؟
الذكرى الستون لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، وانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح تأتي هذا العام 2025 في ظل تغيرات دوليه وإقليميه وعربيه وفلسطينية وما أحدثته من تداعيات إقليمية ودولية وتداعيات الحرب على غزه بغطاء أمريكي وغربي لإسرائيل وإعطاء هذه الحرب شرعيه ضمن مفهوم أمريكي غربي وحق الدفاع عن النفس وتجاهل مطلق للحق المشروع للشعب الفلسطيني لحق مقاومة الاحتلال
استمرار الحرب على غزه والضفة الغربية والقدس تتسم بالتطهير العرقي والتدمير الممنهج لكل مقومات الحياة وتحمل في أهدافها وغاياتها مخاطر جمّة تتهدد القضية الفلسطينية أبرزها داخليا وتهدد الوحدة الوطنية وترسيخ الانقسام ومحاولة الانقضاض على المشروع الوطني واستغلال الخلافات الفلسطينية وإضعاف السلطة الفلسطينية وإخضاع غزه لسلطة الحكم العسكري وتحويل الضفة الغربية لكنتونات تخضع للهيمنة الإسرائيلية وسلطة الإدارة المدنية وفق ما ترسم له حكومة الحرب اليمينية المتطرفة ؟؟؟ و مفهوم تجديد السلطة يأتي ضمن مخطط لإنهاء السلطة الفلسطينية وتهجينها في ظل الإصرار على تغييب الانتخابات ووضع العقبات والعراقيل أمام إجرائها وهي استحقاق فلسطيني
الشعب الفلسطيني البطل مازال يرزح تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي الغاشم ، وما زال ينتفض ويقاوم ويصرخ بوجه الاحتلال الإسرائيلي، ويواجه بإرادته الصلبة وعزيمته التي لا تلين مشروع التهويد والاستيطان، ويقف ضد ممارسات الاحتلال واضطهاده لشعبنا الفلسطيني وهو مصرّ على مقاومته لقوات الاحتلال التي تجتاح غزه وقد دمرت غزه وسقط الالاف من الشهداء والجرحى و رغم كل الإجراءات القمعية والقتل والإرهاب والاعتقال السياسي ، وهدم البيوت في الضفة الا أن الفلسطينيين متمسكون بكامل حقوقهم لانهم أصحاب حق وقضية عادلة، ولن يقبلوا أن يضحوا بحقوقهم الوطنية والتاريخية والقانونية والسياسية العادلة عبر سنوات نضالهم دون تحرير فلسطين من الاحتلال الإسرائيلي .
فتح بنت فلسطين، والتقييم
حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح أم الولد، وبنت فلسطين التي تشبهها كما قال الشيخ هاني فحص رحمه الله، تواجه تحديات وجودية. وتواجه مطالب تنظيمية ووطنية وشعبية بنقد ذاتي ومراجعات شاملة في ذكرى انطلاقتها ال 60 ، حيث يرى كثير من المحللين والسياسيين والمفكرين أن حركة فتح باتت على مفترق طرق!
إن علي حركة فتح ضرورة إجراء مراجعات ونقد وتقييم عميق لمسيرتها عبر هذه السنوات وتصويب لأوضاعها الداخلية التنظيمية للتغلب على الخلافات، والتوجهات المتضاربة، وتحقيق وحدة فتح الداخلية وتتطلب استعادة تجميع الصفوف وإعادة النظر بقرارات الفصل وعودة المفصولين من حركة فتح وممن تنطبق عليهم شروط العودة
وفي هذا يتحدث الأخ المفكر والكاتب " بكر أبو بكر " عضو المجلس الاستشاري للحركة قائلًا: "إن فكرة النقد والنقد الداخلي في حركة فتح تستدعي المراجعة الشاملة ليس فقط من خلال المؤتمر العام للحركة الذي ينعقد كل 5 سنوات، بل ومن خلال اجتماعات كافة الأطر الحركية في كل حدث او مفصل أو ازمة من إطار المنطقة فلجنة الإقليم على الأقل وصولًا للجنة المركزية مضيفًا أنه متى ارتبطت المراجعات والنقد الذاتي والتقييم للعمل بخطة عمل وبرنامج وإستراتيجية واضحة يبدأ الأفق المشرق بالتكشف والوضوح."
المخاطر التي تتهدد المشروع الوطني تتطلب مراجعه شامله وتتطلب جلد الذات وتحصين حركة فتح وتتطلب التغلب على المعيقات التي تعترض تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام، حتى يتسنى لها-وهي قائدة النضال الفلسطيني حتى الآن وقبل أن تخبو الشعلة- في مواجهة مخطط حكومة اليمين الفاشية بائتلافها المتطرف الذي يشن حربه على الشعب الفلسطيني بمخطط تدميري وهدفه الإحلال والاستيطان
إن حركة فتح عليها مواجهة كل المخاطر التي ستنشأ عن الطغيان الصهيوني وتتهدد الشعب الفلسطيني، وحق تقرير المصير من خلال محاولات فصل غزه عن الضفة الغربيه وممارسات الاستعمار/الاستيطان والضم وتهويد القدس ومحاولات فرض الأمر الواقع لشرعنه الاستيطان، وضم أجزاء من الضفة الغربية والتقسيم ألزماني والمكاني للمسجد الأقصى.
إن حركة فتح "باتت تقف أمام مخاطر عظمى تتهدد المشروع الوطني برمته، وتهدد القضيه الفلسطينية وخطر التصفيه ويقع عليها مسؤولية تتطلب منها تحقيق وحدتها الداخليه والتخلص من كل الشوائب التي علقت بها والعمل على تحقيق الوحدة الوطنية بين كل القوى والفصائل الفلسطينية "، إضافة لمواجهة المتغيرات العربية والدولية والإقليمية على ضوء ما أحدثته معركة طوفان الاقصى من تغيرات ومواجهة تداعيات الحرب التي تشنها حكومة الحرب الصهيونية على غزه والضفة الغربية ، ما يتطلب تغييرًا حقيقًا في النهج والسلوك تنبثق عن المراجعات والنقد والتقييم الداخلي، للخروج برؤيا وإستراتيجية عمل مغايرة عما أخطته حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح عبر السنوات الماضية تنظيميًا ووطنيًا وسياسيا.
أمام حركة فتح واحد من اثنين فإما النهوض أو الأفول، وهذا يتوقف على ما تفعله أو ما لا تفعله قيادة حركة فتح من مراجعه وجلد الذات واستعادة لوحدتها وأهدافها وغايات انطلاقتها وفق برنامجها الوطني التحرري
إن محاولات البعض للانقضاض على منجزات ومكتسبات حركة فتح، هي محاولات فاشلة باليقين، فالشمس لا تغطى بغربال. ولكن الثغرات في المسيرة والكبوات والأزمات واضحة وتحتاج لحل ومراجعه وتقييم ووضع الرجل المناسب في مكانه المناسب خاصة وان حركة فتح ما زالت حركة تحرر وطني وليست حزب سياسي
إن أرادة القسمة وبث الفوضى والتخريب والتشويه والاتهام لدى البعض فيما يتم بثه وتضخيمه بغية تحقيق الانقسام في صفوف حركة فتح لا يأتي إلا خدمة لأهداف وأجندات غير فلسطينية، وقد تتقاطع مع أهداف المخطط الصهيوني لانهاك الجسد الفلسطيني وتدمير حركة فتح مرة والى الأبد، وهي أهداف تسعى لهدم ميثاق حركة فتح أو نظامها الداخلي، الذي يؤمن بحرية الرأي والرأي الآخر، والنقد الذاتي ضمن نظامها الداخلي
تناسى هذا البعض المأسور للغير أو لأهدافه اللاوطنية أن حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح بعقلية الخالد ياسر عرفات والرواد هي أكبر من محاولات البعض للانقضاض عليها أو شق وحدة صفوفها لأنهم تناسوا بوضوح أن فتح انطلقت من رحم الشعب الفلسطيني، وهي وعاء الفلسطينيين جميعًا فتتسع للجميع، ولا تقبل بالمقابل الانحراف أو العصيان من أحد عليها.
فتح ديمومة النضال.
كانت فتح وما زالت تمثل ديمومة النضال الفلسطيني، وهي شعلة الكفاح الوطني الفلسطيني ولن يتخلى الفتحاويون جميعًا عن ميثاق ونظام ومبادئ حركة فتح كحركة تحرر وطني
جاءت انطلاقة حركة فتح عام 1965 م رداً على نكبة 1948 وما تلاها من أحداث ولّدت في النفوس شعوراً بالمرارة والعقم، والقعود بل واليأس من قطاعات كثيرة فيه.
وجاءت حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح كثورة على المحتل لفلسطين عبر الاستعمار الغربي ورأسه البريطاني-الصهيوني، إنها أيضًا ثورة المستحيل في ظل أنظمة خانعة مستسلمة.
انطلقت فتح بثبات الفتية الذين آمنوا بربهم لاستنهاض الشعب والأمة وتحقيق التفافها حول قضيته التي كاد يلفها النسيان في أدراج الامم المتحدة.
إنها التمرد على عدم قدرة الزعامات الفلسطينية التقليدية على التحرك في ظل تلك الظروف، وشعوراً بحظر ذوبان الطلائع الفلسطينية في التنظيمات القطرية العربية التي انشغلت بمشكلاتها القطرية وشعاراتها الضخمة بلا فعل أكثر من انشغالها بقضية فلسطين.
فتح والثورات والأمة
قبيل الانطلاقة الرسمية للحركة في 1/1/1965 بعملية نفق عيلبون الشهيرة في فلسطين، نجح قادتها وعلى رأسهم أمير الشهداء خليل الوزير بإطلاق الرصاصة التمهيدية من قطاع غزة (1953 – 1955)، وما كان من صمود جماهير الشعب الفلسطيني في غزة البطلة بوجه العدوان الصهيوني، والثلاثي.
تعززت ثقة الرواد الأوائل لحركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح بانطلاقة الثورة الجزائرية البطلة (1954-1962م)، وبهزيمة العدوان الثلاثي على مصر في حرب 1956وبقيام الوحدة السورية–المصرية، وبثورة العراق (1958)، وازدهار النشاط القومي العام.
كما صاحبها الأمل والثقة مع قيام الثورات في العالم من الكوبية والكورية والصينية والفيتنامية ومنها ما انتصر ومنها ما كان ينتظر.
بالمقابل كان للانتكاسات التي تعرض لها مسار النضال العربي القومي، واتساع رقعة الخلاف بين الأنظمة العربية في أوائل الستينات، أثر سلبي في نفوس رواد حركة فتح-الذين انتمى غالبهم لتنظيمات أخرى قبل فتح- التي بادرت إلى تشكيل تنظيمها الوطني التحرري المستقل تحت اسم "فتح: اختصارًا مقلوبا لكلمات فلسطين وتحرير وحركة من الاسم حركة التحرير الوطني الفلسطيني.
أكدت فتح منذ البدايات –وما زالت حتى اليوم- على ضرورة التحرك فلسطينياً كطليعة للامة العربية لتلحقها، دون انتظار اتفاق الأنظمة العربية على خطة ما لتحرير فلسطين. في وقت كان يسيطر فيه على الرأي العام العربي شعار يقول إن الوحدة هي طريق فلسطين، ولذا يجب البدء بالنضال من أجل الوحدة وتأجيل العمل المباشر لتحرير فلسطين!
الوعاء الوطني الفتحاوي ينير الطريق
إن المهمة الملقاة على عاتق حركة فتح اليوم مهمة شاقة جدًا، فعليها مهمة كما قال أحد المحللين "أن تنير الطريق كي لا يقع الفلسطينيون في ممرات معتمة أكثر، لاسيما وقد وقع الفلسطينيون في ممرات معتمة سياسية واقتصاديه واجتماعيه، نتيجة الانقسامات الداخلية داخل حركة فتح والقوى والفصائل الفلسطينية بما ينذر بإطالة عمر الاحتلال وتراجع المشروع الوطني لصالح المخطط الاستيطاني"
ولكن ياسر عرفات لطالما تحدث عن النفق المظلم ولكنه رأي النور في آخر النفق ما يمثل حقيقة التفاؤل الدائم لدى قادة فتح.
حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح تمثل الثقل السياسي الكبير في المجتمع الفلسطيني وهي تحمل العبء والهم الفلسطيني تاريخيًا والآن ولفترة قد تطول، إنها بحق صاحبة المشروع الوطني الفلسطيني لذا يقع عليها عبء تحمل المسؤوليات في أدق وأحلك الظروف التي تمر فيها القضية الفلسطينية.
وباتت المرحلة وخطورتها بعد معركة طوفان الأقصى وتداعيات الحرب على غزه والتدمير الذي شهدته غزه ومحاولات فصل غزه عن الضفة الغربية وهو استهداف ممنهج لحركة فتح ولكل قوى المقاومة مما يتطلب من الجميع تحمل كامل المسؤولية للحفاظ على الحقوق الوطنية وتحمل المسؤولية لوحدانية التمثيل الفلسطيني وتحصين الجبهة الداخلية الفلسطينية
من أبجديات حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح منذ انطلاقتها كانت وما زلت أنها وعاء جماهيري واسع ورحب يضم الجميع المتنوع، وتقع عليها واجبات ومسؤوليات تتعدى النظرة الضيقة عند البعض، ففتح ليست شغل مقعد أو تبوأ مركز متقدم/قيادي ما، إنها ثورة حتى تحرير فلسطين بما في ذلك من تضحية وإيمان عميق بالنصر.
التحرير والاستقلال وليس شركة لتوزيع الأرباح
فتح التي نعرفها حقًا هي ليست شركه لتوزيع الأرباح أو توزيع المقاعد، إنها أكبر من ذلك بكثير.
حركة فتح كما عهدناها وتشربنا مبادئها وقيمها تمثل المشروع الوطني التحرري لفلسطين العربية من الأزل والى الأبد، وهي المحتلة. وعليها واجبات ومسؤوليات جِسام لتحقيق الاستقلال والسيادة الوطنية، وعليها وليس لها الا الرضوخ لفلسطين التي رفعت لواءها لتحقيق حق تقرير المصير لفلسطين والفلسطينيين.
لذا دعونا نقول بكل صوت مسموع ما يجب قوله وفعله من قادة فتح وكوادرها في انطلاقتها ال " الستون " من ضرورة العمل وثم العمل فالعمل والمبادرة ما هو سمتها وصورتها المشرقة.
وليكن من هذا العمل التحضير الجاد والفعلي لعقد المؤتمر الثامن للحركة بمفهوم أوسع وأعمق عن المؤتمرات السابقة، بمفهوم نقدي ومراجعات حقيقة وتقييم وانطلاقة جديدة واستعادة لم شمل الفت حاويين ونأمل مشاركة كل المعتقلين في سجون الاحتلال وقد تحرروا من قيد السجان الصهيوني
وليكن مؤتمر بمشاركة الجميع ودون عملية اقصاء لاحد وفي الذكرى ال 60 نطالب حركة فتح -وخاصة عقلاءها الكثر- أن تنتبه جيدًا لنفسها فلا تقصي أحدًا إذ يجب أن يعقد مؤتمرها بمشاركة الجميع فالمرحلة الراهنة مفصلية ومخاطرها حقيقية، وتداعياتها تتطلب تبني استراتيجية وطنية شاملة-وليست عصبوية ضيقة- وتتطلب ضرورة الأخذ بعين الاعتبار التغيرات والتداعيات للحرب على غزه بعد معركة طوفان الاقصى ، بحيث تكون التغيرات والتداعيات دافع لاعادة النظر في كل المستجدات واستثمار التغيرات وتجييرها لبناء التحالفات الإقليمية والدولية ضمن (إستراتيجية) وطنية فتحاوية تعيد للقضية الفلسطينية أهميتها وأولويتها وتضعها على أجندة الأولويات الملحة العربية والدولية وفي إطار وضوح الهدف بالاستقلال والتحرير عبر كل الوسائل التي شرعتها قرارات الشرعية الدولية وحق مشروعية مقاومة الاحتلال بكل الوسائل المتاحة وبكافة الأشكال وتعرية "إسرائيل" ككيان عنصري فاشي يمارس سياسة الفصل العنصري (ابرتهايد)، ولا مكان اليوم بالعالم هكذا أنظمة وقد شهد العالم ما تقوم به حكومة الحرب وما ترتكبه من جرائم بحق الشعب الفلسطيني في غزه وهي جرائم لا مثيل لها وغير مسبوقة في التاريخ البشري وهي حرب بربرية بكل ما تحمله من معنى لأنها حرب تطهير عنصري
إن عنوان المرحلة وخطورتها تتطلب من فتح استخدام كل عوامل القوه للتصدي للتحديات الصهيونية والانعزالية العربية الكثيرة، ولمواجهة التحديات الداخلية التنظيمية وتلك الوطنية العامة، وتصويب أولوية التوجهات والانفتاح على الجميع بما يحقق الأهداف الوطنية وعنوانها التحرير والتحرر من الاحتلال والحفاظ على الثوابت "الأهداف" الوطنية محكومة ببرنامج وطني مقاوم لمواجهة الفاشية الصهيونية تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
إن المنطلق والمفهوم العام يقول أن حركة فتح ليست ملكًا للفتحاويين، (ضمن الإطار التنظيمي الداخلي) فحسب بل هي حركة جماهيرية مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بمختلف شرائح الشعب العربي الفلسطيني (بل لشرائح نضالية عربية وعالمية فهمت الحركة بالمنطق التحرري النضالي المقاوم) لذا هي بأشد الحاجة لروافع وطنية متماسكة موحدة من الأنصار والجماهير العريضة التي تحبها وتقدرها وتنظر لفلسطين من عينيها، لإنجاح المشروع الوطني الفلسطيني، وبالعمق العروبي، وما بذاك إلا بها وبجماهيرها معًا وسويًا ويدًا بيد كما كان يردد الرئيس الشهيد الخالد الراحل القائد ياسر عرفات.
إن حركة فتح بفكرها ورؤيتها وتاريخها المشرف، ومستقبلها. إنها بشبابها الأشداء وبنسائها ورجالها والتفاف الشعب حولها قادرة على حلحلة وضعها الداخلي الصعب من جهة، وقادرة من جهة أخرى على وضع آليات الخروج بصيغه تقود لتوحيد الصف الفلسطيني والحفاظ على الوحدة الوطنية
على كل أبناء فلسطين والأمة العربية، وعلى كل الفت حاويين الذين يحتفلون بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية ال 60 وقد تحملوا مسؤولياتهم التاريخية والوطنية والعربية أن يتوصلوا لاستراتجيه وطنية وحدوية شاملة، ولا تكون الأولوية للصراعات الجانبية والقبلية والمنافسة الشخصانية الفردانية لإشغال مقعد بالثوري أو شغل مقعد عضو لجنة مركزية أو مقعد بالسلطة أو غير ذلك من أمور.
إنها مرحلة الإرادات الصلبة والقرارات الصارمة والصعبة.
إن المرحلة الحالية تتطلب الترفع عن الصغائر، والارتفاع عاليًا لمستوى المسؤولية العامة والوطنية والعربية، والارتفاع لمستوى الأحداث التي تعصف ليس بفلسطين فقط وإنما بالمنطقة كلها.
إن المرجعية الوطنية الشاملة لا تأتي الا من خلال منظمة التحرير الفلسطينية وهي ممثله للجميع وبشخوص بمقدورهم تحمل مسؤوليتهم الوطنية ضمن رؤيا تقود لتفعيل مؤسسات منظمة التحرير والتي تفترض إقرار تنفيذ إستراتيجية وطنية جامعة بدلا من المناكفات والمنافسات والحزازيات وسيل الاتهامات والشتائم والتخوين التي نتيجتها معروفه بالضعف والوهن والتفكك.
بمعنى واضح إذ لا بد من وحدة الموقف والقرار ووصول الرجل المناسب في مكانه المناسب وبالزمن المناسب، وفق مقتضيات ومتطلبات المرحلة وهي من أخطر المراحل التي مرت عليها القضية العربية الفلسطينية-كما أسلفنا- في مواجهة الخطر الصهيوني الفاشي الداهم.
أن التاريخ لن يرحم. لان التاريخ سيسجل ودعونا لا نستنسخ هفوات أو نكبات أحداث التاريخ فلا نقع في حبال الدسائس والمؤامرات ونتيجتها المحسومة وبلا شك لصالح الاحتلال الصهيوني.
إن حركة التحرير الوطني الفلسطيني- فتح هي حركة بلون التراب لأنها تقبل جميع الألوان مادامت بوصلتهم الوحيدة نحو فلسطين كما مازال يردد اخي الكاتب والمفكر بكر أبوبكر وهي حركة استطاعت، بعد تسعه و خمسين عاما من تأسيسها الحفاظ على ديمومتها ومسيرتها النضالية.
لا مانع لدي أن أكرر أن فتح تجسد حقيقة التطلعات الوطنية للشعب الفلسطيني الصامد والثابت والبطل، للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي.
يجب أن تكون الذكرى الستون لهذا العام ذكرى لإعادة النظر والتفكر والتقييم والنقد الذاتي والمراجعات الحركية والوطنية عامة.
ليكن هذا العام عام محاسبة النفس أيضًا من كل قائد وكادر وابن فلسطين حتى يتسنى للحركة والمنظمة والفصائل وكل فرد التغيير والتطوير.
لذا يجب أن يكون أداء الحركة بما ينسجم وقيمها أولًا ومبادئها، ومع تطلعات كل الفت حاويين.
ويكون اداء الحركة السياسي الوطني العام من خلال المبنى الوطني العام منظمة التحرير الفلسطينية التي تمثل التجسيد العملي والرسمي لهذا الإطار الفلسطيني ما يتطلب إعادة تفعيل مؤسساتها وترتيب بيتها الداخلي بما ينسجم ومخاطر المرحلة.
دعونا نقول أيَضا بمناسبة انطلاقة حركة فتح أنه لا بد لكل القوى الوطنية (وكل من فصيل حماس والجهاد من القوى الوطنية الفلسطينية) من أن تشارك وتنتسب لمنظمة التحرير الفلسطينية كإطار تنظيمي تمثيلي يجمع كل القوى والفصائل الفلسطينية ضمن مفهوم يقوم على أن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الوحيد للشعب الفلسطيني
إن مفهوم الوحدة الوطنية بين كل الفصائل والقوى الفلسطينية يجب أن يرتكز على ثلاثة مبادئ تتمحور في ، تحقيق الوحدة الجغرافية للاراضي الفلسطينية ووحدة النظام السياسي ، والمحور الثاني يقوم على إقرار استراتجيه وطنيه تجمع الكل الفلسطيني وتشكل مرجعيه للجميع و تؤكد أن الدولة الفلسطينية عنصر واجب الوجود لإنهاء معادلة الصراع
والمحور الثالث يقوم على ضرورة إنهاء الخلافات والانقسام والابتعاد عن التجاذب الاقليمي وعليه فان انهاء الانقسام يجب أن يكون على رأس الأولويات وضرورة ردم فجوة الهوة بين كل الفصائل وضرورة الاتفاق بين الجميع لليوم التالي للحرب على غزه
ونختم بالقول أن انطلاقة حركة الشعب الفلسطيني، حركة التحرير الوطني الفلسطيني-فتح بذكراها الستون تتطلب من الجميع النظر بجديه للمتغيرات وضرورة تحقيق الوحدة الوطنية ووحدة فتح، برؤيا استراتيجية ومفهوم مختلف عن السابق الأمر الذي يتطلب الكثير من التقييم والمراجعات واعادة رسم السياسات حتى يتحقق النصر لشعبنا العربي الفلسطيني، وإنها لثورة حتى النصر.
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |