تلفزيون نابلس
إسرائيل ستحترق !! بقلم: احمد صيام
9/28/2024 2:26:00 AM

مجريات الاحداث المتسارعة وفي معظمها مفتعل من رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو واركان حربه واعضاء ائتلافه اليميني المتطرف على رأسهم بن غفير وسموتريتش ، ما هي الا مؤشرات لنيران قادمة ستلتهم الاخضر واليابس في اسرائيل ، وربما مؤشرات بدايات النهاية للمشروع الصهيوني والحلم اليهودي ، ما من الممكن ان يعني الاستعداد لرؤية عالم من دون اسرائيل .

فنتنياهو وللتغطية على فشله حتى اللحظة من النيل من عزيمة وارادة المقاومة في غزة ، ومن قبل الشعب الفلسطيني ، وتحقيق ما اعلنه من اهداف مع بدء عدوانه بُعيد عملية السابع من تشرين اول ( اكتوبر) الماضي والوصول الى الاسرائيليين المحتجزين بيد المقاومة وتحريرهم ، وفشله ايضا في جر الضفة الغربية الى المربع الذي يتمناه ليبرر ارتكاب مزيد من الجرائم بحق البشر والحجر كما يجري وما زال في قطاع غزة ، ها هو ينتقل الى الجبهة اللبنانية في محاولة ربما الاخيرة منه للحفاظ على ماء وجهه ، وكسر شوكة حزب الله اللبناني الذي يخوض حرب استنزاف منذ بدء العدوان على قطاع غزة ، ترهق اسرائيل على كافة الاصعدة ، وشردت ساكنيها خاصة في الشمال ، وما زال الحزب يقارع ويرفض الاستسلام لاملاءت نتننياهو بالرغم من الثمن الباهظ الذي دفعه من دماء قياداته وعناصره ومؤيديه ومنشآته ، ومتمسك بشروطه المتمثلة بوقف العدوان على قطاع غزة ، لكن نتنياهو يرى الأمور من منظور آخر، ويصر على جر المنطقة الى حرب اقليمية يورط فيها امريكا وحلفائها وتنخرط بها ايران وما يطلق على نفسه محور المقاومة ، تنقذه من الفشل ، والافلات من العقاب والحساب من شعبه اولا ومن ثم من القانون الدولي .   

لذلك فهو ماض في اشعال الحرائق واستخدام التضليل والكذب والمراوغة سلاحا للتغطية على فشله ، ولا يعير اية اهمية للحالة النفسية التي يعيشها جنوده ، وحالة الارهاق التي بدأت تدك عصبهم ، والتشرد الذي يعاني منه سكان الشمال ، والمكانة المتدنية جدا التي وصلت اليها دولته في العالم ، والسمعة السيئة والقذرة على حد وصف كثير من الغرب ، والتي تشكلت لدى شعوب العالم عن دولته وجيشه جراء الجرائم البشعة التي ترتكب بحق المدنيين العزل في غزة والضفة ولبنان ، وهي مشاهد تندى لها البشرية والانسانية ، وتؤكد كذب نتنياهو واركان حربه باستهداف الاماكن العسكرية لما يصفهم ب - الارهابيين - فلم يعد ينطلي على احد ان هذه الجرائم بحق الانسانية ، ما هي إلا جرائم حرب ، مخالفة لكافة القواعد المتعارف عليها في الحروب ، ومن كل بد سيُحاسب عليها مرتكبيها ، وستنصب لهم المشانق ، ولن تنفعهم الحماية التي تحاول الولايات المتحدة الامريكية وحلفائها من بقية العجم والمتخاذلين العرب توفيرها لهم .

نتنياهو الذي تسيطر عليه العقلية الدموية التوسعية ، يعيش الان حالة من النشوة بنصر مزعوم ، بعد سيطرته الشكلية على قطاع غزة والحد من ضربات المقاومين - مع انها لم تتوقف - وقتله العشرات من ابناء الضفة في طولكرم وجنين وطوباس ونابلس وانحاء مختلفة من الضفة الغربية المحتلة ، والاهم من ذلك كله نجاح استخباراته وما حققته من استهداف مباشر لقيادات وعناصر حزب الله اللبناني بعمليات - من دون شك كانت نوعية - لكنه  يدرك انها استهدفت مدنيين بشكل اكبر، ولا يدرك ان حزب الله اللبناني منظمة مؤسساتية بحته لديها من القدرات ما لا تمتلكه اي حركة مقاومة اخرى وبامكانه التعالي على جراحه والتشافي سريعا والاستمرار في المقارعة ، وما يؤكد ذلك انه بعد الاستهداف الاسرائيلي لمجموعة من قياداته اطلق مئات الصواريخ الى العمق الاسرائيلي ، ضربات وصلت الى اماكن لم تكن مستهدفة من قبل ، بالرغم من عدم كشفه حتى اللحظة عما يمتلكه من اسلحة استراتيجية ، تحاول دولة الاحتلال من ضرباتها له الضغط عليه لاستخدامها واظهارها الى سطح الارض ، وتخشى ان تفاجئها حال توسع نطاق الحرب في لبنان ، وهو فشل استخباراتي اسرائيلي في معرفة ما يمتلكه الحزب من اسلحة استراتيجية

نتنياهو ما زال متمسك بعقليته المتطرفة ، ويُغذيها بأفكار المتحالفين معه من غلاة المتطرفين في اسرائيل ، اضافة الى تغذية مباشرة يستقيها من غطرسة زوجته سارة التي تحاول ان تغدو " سارة ابراهيم " يقدسها الاسرائيليين ، لذلك لن يوقف عدوانه الدموي ، ربما الى ابعد تقدير حتى تنتهي الانتخابات الامريكية القادمة في تشرين ثاني ( نوفمبر) القادم ، ولا يكترث لمجتمعه الاخذ بالتفكك والانقسام ، وماض في احب الطرق الى قلبه وهي الدموية ، والتي بدأت تخلق للإسرائيليين ، وفي مقدمتهم هو واركان حربة مشاكل لن يستطيع الفرار منها ، خاصة محكمتي الجنايات والعدل الدوليتين ، اضافة الى مضاعفة تراكمات من الحالة العدائية في المجتمعات العربية المحيطة بدولة الاحتلال والتي بدأت تتشكل في وعيها الاطماع الصهيونية والاحلام اليهودية التي تهدد امنهم المعيشي والمجتمعي والتي لم تعد سرا ، ولعل العملية التي قام بها الشهيد الاردني ماهر الجازي على جسر الملك حسين وقتله ثلاثة من رجال الامن الاسرائيليين ، ومشاركة مئات الالاف من الاردنيين في تشييع جثمانه ، أبرز الشواهد على حالة الغضب والاحتقان الاخذة بالازدياد في المجتمع العربي ، مع استمرار العدوان ، حتى على المستوى الرسمي العربي صار هناك مخاوف اخذت تطفو الى السطح من خطورة هذه الاطماع التي تُهدد الامن القومي العربي ، وهو ما عبر عنه في اكثر من مناسبة زعماء عرب في مقدمتهم العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وتحذيراتهم بان الممارسات الاسرائيلية الخارجة عن الاعراف الدولية ستخلق اجواء متوترة تعصف بالمنطقة برمتها ولن تكون اسرائيل بمنأى عنها .

قد تكون الايام المقبلة شديدة المطر، لكنها لن تبقى غائمة دائما ، فهناك عوامل اخذت تتداخل بعضها ببعض توحي ان اسرائيل مقبلة على حريق قادم يشتعل من داخلها بعد ان تضع الحرب اوزارها ، فالوحشية المفرطة التي مارستها وما زالت دولة الاحتلال ، من حكومة وبرلمانيين وجيش ومستوطنين ، بدأت تؤت ثمارها في تقويض الحلم الصهيوني وتفتيت الدولة وتصنيفها ضمن المنبوذين عالميا ، المجتمع الاسرائيلي بدأ يدرك جيدا الاخطار المحدقة به والتي سببها الثالوث المتطرف الذي يحكم الدولة ، ويسعى وراء مصالح ذاتية واحلام يقظة سيقودها الى التفكك والانهيار والعزلة ويعجل من انهيار بات وشيكا ، ويتضح ذلك من ازدياد التأييد العالمي للحقوق الوطنية المشروعة للشعب الفلسطيني ، وضرورة ان يتمتع الفلسطينيين بحريتهم وانهاء الاحتلال ، حتى من جانب حلفاء قريبين لدولة الاحتلال ، والذين باتوا يفكرون بمصالحهم التي تضررت مع العالم العربي ، فبدأوا يدرسون حظر توريد السلاح لها .

المؤشرات توحي بسباق مع الزمن يخوضه الاسرائيليون الذين باتوا يخشون حزم امتعتهم والرحيل عن ارض كانوا قد أتوا اليها من بيئات ومجتمعات مختلفة ، استوطنوها عنوة وفرقوا اهلها عنها ، وانتزاعها من قلوبهم وعملوا المستحيل لجعلها واقعا لهم ، تمردوا على كل القيم ، خانوا من كان لهم يوما ملاذا من بطش تعرضوا له وسفكت دمائهم دون رحمة ، لكن هذه الارض رفضتهم قبل ان يرفضهم ساكنيها الذين يعتبرونها جزء من عقيدتهم ، والحلم الصهيوني بات في أوج ضعفه ، ومن هنا فالأمتين العربية والاسلامية استغلال ما لم يدعموه جيدا من كفاح ونضال فلسطيني ، والاخذ بالأسباب والعمل على تنميتها بما يخدم مصالح شعوبها وسكب المزيد من الوقود لتشتعل النيران اكثر في اسرائيل للخلاص من كابوس يهدد امنهم القومي والامن الاقليمي وحتى الامن العالمي .

 


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة