تلفزيون نابلس
عياش يروي تفاصيل إبادة 40 من عائلته وهم نيام في مخيم النصيرات
7/12/2024 3:37:00 PM

علاء المشهراوي: كانت الساعة تشير إلى الثانية فجراً من يوم الأربعاء 22 نوفمبر 2023، وكان سكان شارع العشرين بالقرب من مدرسة خالد بن الوليد في مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، يغطون في النوم بعد يوم ثقيل من القصف والقتل والتدمير، في اليوم الرابع والاربعين للعدوان على غزة، وفي لحظة بددت صواريخ الطائرات الاسرائيلية السكون وشقت ظلام الليل وعكرت هدأة النوم، اقترفتها قوات الاحتلال بتدمير عمارة سكنية على رؤوس ساكنيها من عائلة عياش ما أدى إلى وقوع مجزرة مروعة، أودت بحياة 40 شهيدًا وأسقطت عشرات الجرحى.

محمود معين عياش (32 عاما ) الذي اصيب بجراح خطيرة انذاك، ذكر بكل ألم تفاصيل الجريمة البشعة والمجزرة المروعة، التي اقترفتها قوات الاحتلال الإسرائيلي قبل يوم واحد من بدء الهدنة الإنسانية المؤقتة في 22/11/2023، والتي لن تمحوها الايام من مخيلته، حيث ظلت تلك الفاجعة طي الكتمان طوال عشرة أيام بسبب انقطاع الاتصالات والإنترنت خاصة في مناطق وسط قطاع غزة.

وقال عياش: شنت طائرات الاحتلال قصفاً عنيفاً على عمارة سكنية تعود للحاج معين محمود عياش أبو محمود , وهي عمارة مأهولة بالسكان والتي استقبلت عشرات النازحين، مما أدى إلى دمار واسع في المنزل، بشكل مباشر دون أي سابق إنذار , وقصفت المبنى بشكل متكرر وأسفر عن استشهاد العشرات من ابناء العائلة ووقوع الإصابات العشرات في المنزل وفي الأماكن المحيطة له.

وتابع عياش حديثه وهو يكتم انفاسه الحبيسة في صدره: لم تتمكن الطواقم الطبية والدفاع المدني من الوصول إلى المنزل بسبب شدة القصف، وفي اليوم الثاني تم انتشال 40 شهيداً من المنزل وعشرات الإصابات , فيما تم إنتشال أخرين بعد مرور أسبوع على استشهادهم لعدم توفر الأليات التي تساعد على إزالة الركام .

ويسترجع عياش ذكرياته، قبل المجزرة قائلا: نحن من سكان المحافظة الوسطى منطقة النصيرات، كنا نسكن في منزل مكون من خمسة طوابق ، وقبل الحرب كان يعيش في المنزل أربع عائلات، ومع بداية الحرب على غزة كنا نعيش في بيت أمن ومنطقة تعد أمنة وبعد الدخول في العملية البرية لمخيم الشاطئ بدأ العديد من الأقارب وأصهارنا وعائلاتهم بالنزوح إلى منزلنا وبدأ المنزل يكتظ بالساكنين بشكل متجدد حتى وصل عدد قاطنيه في حينه إلى 95 شخصا، وفي فجر 22/11/2023 حوالي الساعة الثانية صباحاً كان جميع من في المنزل نياما، تم قصف المنزل بطوابقه الخمس على رؤوسنا لا رحمة.

ويتابع الجريح عياش روايته الحزينة: لم أسمع شيئا لحظة القصف، لكن بعد أربع ساعات استيقظت من الغيبوبة ومن شدة القصف، وجدت نفسي تحت الركام بعد أن كنت نائما بجوار أفراد عائلتي، وبدأت طواقم الدفاع المدني بإنقاذ من تبقى على قيد الحياة وإسعاف المصابين ما بين متوسطة وخطيرة وانتشال الشهداء.

واوضح عياش انه كان من بين الشهداء والده وأمه واخوته واخواته وأولادهم وأولادي الثلاثة معين وكريم وملك، الذي لم يستطع رجال الدفاع المدني اخراجهم بسبب عدم توفر المعدات الثقيلة.

ويضيف عياش والدموع تنهمر على وجنتيه: لمدة أربعة أيام كنت أقبل قدم ابني معين التي كانت ظاهرة من تحت الركام رحمه الله، فيما تم انقاذ طفلي احمد وكانت حالته خطيرة آنذاك ونجا من الموت بأعجوبة وهو الآن يتلقى العلاج في دولة الإمارات.

وذكر عياش انه تبقى من أبناء اخوته أربعة أطفال هم (مالك ومريم ومحمد ويوسف) فقدوا الأب والأم والأشقاء، أما يوسف فقد تم إخراجه من تحت الركام بعد 10 ساعات وأصيب إصابات بالغة في جميع أنحاء جسده.

"القدس"


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة