تلفزيون نابلس
نيويورك تايمز: "إسرائيل" فشلت في فرض التهجير القسري على سكان غزة
7/12/2024 3:24:00 PM

أكدت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "إسرائيل" فشلت في فرض التهجير القسري على سكان غزة رغم الاستهداف الممنهج للمدنيين وتدمير ممتلكاتهم واستخدام سلاح التجويع والحرمان من الرعاية الطبية ومقاومات الحياة الأساسية.

وذكرت الصحيفة أنه على مدى أكثر من 10 أشهر من الحرب في غزة، اختارت عوائل مدينة غزة البقاء في مسقط رأسهم، على الرغم من الأوامر المتكررة التي أصدرها الجيش الإسرائيلي بالمغادرة، والقصف الذي دمر مساحات واسعة من المدينة.

وعندما ألقى الجيش منشورات جديدة يوم الأربعاء تطلب من الناس إخلاء منازلهم، كانت عائلة "أحمد أبو سيدو" قد اتخذت قرارها بالفعل.

وقال أبو سيدو، البالغ من العمر 31 عاما، في مقابلة هاتفية أجريت معه: "نحن لن نغادر".

تهديدات إسرائيلية متكررة

هددت منشورات ألقتها الطائرات الحربية الإسرائيلية فوق أجزاء من مدينة غزة ونشرت على وسائل التواصل الاجتماعي السكان بضرورة مغادرة منازلهم وملاجئهم، وزعمت تحديد أربعة "ممرات آمنة" لهم للفرار جنوبًا إلى وسط غزة "بسرعة ودون تفتيش".

وحذرت المنشورات من أن "مدينة غزة ستظل منطقة قتال خطيرة".

لكن بحسب الصحيفة فإن قِلة قليلة من السكان استمعوا إلى التحذير. ففي المقابلات، قال سكان المدينة إنهم قرروا البقاء في منازلهم أو في الأماكن التي لجأوا إليها بما في ذلك منازل أقاربهم ومستشفياتهم ومدارسهم ـ

وذلك خوفاً من المخاطر المحتملة التي قد تشكلها القوات الإسرائيلية على طرق الإخلاء، وإدراكاً منهم لعدم وجود أي أمان في الجنوب.

قالت الأمم المتحدة مراراً وتكراراً إن الهجوم الإسرائيلي على غزة لم يترك أي مكان آمن. فقد اضطر السكان هناك إلى الفرار عدة مرات وسط تغير الأوامر واشتعال القتال.

وقال أبو سيدو "لقد صمد الناس الآن منذ ما يقرب من 270 يومًا، ولن يتم تهجيرهم"، حتى لو احتلت "إسرائيل" غزة بالكامل.

وأضاف "في عائلتي اتفقنا على أنه لن يتم تهجير أحد، وهذه هي حال العائلات في غزة، على الرغم من نقص المياه والغذاء وكل ضروريات الحياة".

وتابع أن "الحقيقة هي أن الناس يُقتلون أينما كنا، سواء في الشمال أو في الجنوب".

أحياء غزة باتت خراب

وتحولت أحياء الشجاعية في مدينة غزة إلى أنقاض بعد انتهاء الهجوم البري الإسرائيلي عليها يوم الأربعاء.

وقالت أطقم الدفاع المدني الفلسطيني إن طواقم الإنقاذ انتشلت حتى الآن نحو 60 جثة من تحت الأنقاض، وأن أكثر من 85% من المباني في الحي دمرت، مما جعل المنطقة غير صالحة للسكن.

وأضافت أن رجال الإنقاذ يكافحون من أجل الوصول إلى الضحايا في مناطق أخرى من مدينة غزة حيث لا تزال القوات البرية الإسرائيلية نشطة، بما في ذلك حي تل الهوى.

وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن عدد سكان شمال غزة، بما في ذلك مدينة غزة، يبلغ الآن نحو 300 ألف نسمة.

ومنذ الشهر الماضي، شنت القوات الإسرائيلية هجمات على عدة أجزاء من المدينة.

وقد بدأت القوات الإسرائيلية في العودة إلى أجزاء من غزة كانت قد غادرتها في السابق، وخاصة في الشمال، الذي غزته في أكتوبر/تشرين الأول، وأشعلت موجة جديدة من النزوح من تلك المناطق.

حالة فرار في كل مكان

قالت جولييت توما، المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، "الناس في حالة فرار في كل مكان. ربما يكون ترك كل شيء وراءك أحد أصعب القرارات التي يمكن أن يتخذها المرء في حياته".

وفي مؤشر واحد على الخوف والفوضى التي أثارتها أوامر الإخلاء التي أصدرها الجيش الإسرائيلي، قالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر يوم الخميس إن خطها الساخن في غزة تلقى "مئات المكالمات في الأيام الأخيرة من أشخاص في حاجة ماسة إلى المساعدة".

وذكرت منظمة الصليب الأحمر في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: "عائلات بأكملها محاصرة وتبحث بشدة عن الأمان"، مضيفة أن "الاحتياجات الضخمة تتجاوز قدرتنا على الاستجابة".

وكانت دولة الاحتلال الإسرائيلي قد أمرت أول مرة مئات الآلاف من سكان غزة في الجزء الشمالي من القطاع بالفرار إلى الجنوب في منتصف أكتوبر/تشرين الأول، بعد أسبوع من بدء حرب الإبادة.

تقول الكاتبة نهيل مهنا (41 عاما) من مدينة غزة إنها شاهدت المنشورات الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي لكنها لم تشاهدها في حيها.

وأضافت أن الجيش الإسرائيلي يتصل بالناس عدة مرات يوميا برسالة مسجلة تحذرهم بضرورة الفرار جنوبا.

وقالت مهنا "أعلم أن هذه رسالة خوف؛ إنهم يريدون إرهابنا وإجبارنا على المغادرة. ولهذا السبب يواصلون الاتصال بالناس عبر الهاتف، لأن لا أحد يستمع إليهم ولا أحد يغادر".

وأضافت أن أصدقاءها الذين فروا إلى الجنوب في وقت سابق من الحرب ما زالوا يحذرونها من مغادرة مدينة غزة، حيث يقولون إن "الوضع هناك غير آمن على الإطلاق".

لا يوجد طرق إخلاء آمنة

لا يثق سكان غزة في تأكيدات الجيش الإسرائيلي بأن طرق الإخلاء آمنة.

فقد قتلت واعتقلت القوات الإسرائيلية الآلاف من سكان غزة، بما في ذلك الرجال من جميع الأعمار والنساء والأطفال. وقد أوقفت العديد منهم أثناء فرارهم من أحيائهم مع عائلاتهم بعد أن أمرهم الجيش الإسرائيلي بالمغادرة.

وتقول أماني زانين (30 عاماً)، التي تقيم مع والديها والعديد من أعمامها وخالاتها في مدينة غزة: "لا توجد فرصة للناس للفرار جنوباً. الطريق غير آمن".

وقد نزحت العائلة الممتدة عدة مرات في شمال غزة، وهي الآن تقيم في مبنى مدرسة.

ويتعين على الرحلة إلى الجنوب أن تتم سيرًا على الأقدام، حيث لا يسمح الجيش الإسرائيلي للمركبات بالمرور على جزء من الطريق.

وقد يستغرق ذلك ما يصل إلى أربع ساعات، وكل هذا المشي في حرارة الصيف سيكون مرهقًا للغاية بالنسبة لبعض أقاربها الأكبر سنًا.


تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة