"ذكاء اصطناعي قاتل".. تحقيق يكشف تفاصيل استخدام "إسرائيل" لتقنيات متطورة في حربها على غزة ولبنان
4/26/2025 3:20:00 PM
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تفاصيل مثيرة تتعلق باستخدام جيش الاحتلال الإسرائيلي تقنيات الذكاء الاصطناعي المتطورة في عملياته العسكرية ضد قطاع غزة ولبنان، مما أثار موجة قلق دولية حيال تداعيات هذه التقنيات على مستقبل الحروب.
وأوضحت الصحيفة، في تحقيق موسع، أن "إسرائيل" لجأت إلى أنظمة ذكاء اصطناعي تشمل أدوات لتحديد المواقع، وتقنيات للتعرف على الوجوه، وتحليل المحتوى العربي، في حربها التي بدأت في تشرين الأول/أكتوبر 2023. وأشارت إلى أن هذه الابتكارات اُختبرت ميدانياً لأول مرة، مما أثار جدلاً أخلاقياً واسعاً في الأوساط الدولية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أن الدافع لاستخدام هذه التقنيات كان الفشل في تعقب القيادي في حركة حماس إبراهيم بياري داخل أنفاق غزة، مما دفع "الجيش" إلى استخدام أداة صوتية متطورة طورها مهندسو الوحدة 8200، مكّنت من تحديد موقعه التقريبي عبر تحليل مكالماته.
وفي 31 تشرين الأول/أكتوبر 2023، شنّت "إسرائيل" غارة جوية أسفرت عن استشهاده، لكنها تسببت أيضاً بمجزرة راح ضحيتها أكثر من 125 مدنياً، وفق منظمة "إيروورز" البريطانية.
وخلال الأشهر التالية، واصلت "إسرائيل" تسريع نشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بما في ذلك تطوير أنظمة للتعرف على "الوجوه المتضررة"، ونماذج لغوية ضخمة لتحليل اللهجات العربية، إضافة إلى أدوات لاختيار أهداف الغارات الجوية تلقائياً.
وأكدت الصحيفة أن مركزاً يعرف بـ"الاستوديو"، يضم خبراء من الوحدة 8200 ومتخصصين من شركات تكنولوجيا كبرى مثل "غوغل" و"مايكروسوفت" و"ميتا"، تولى تطوير هذه التقنيات.
مخاوف أخلاقية وتحذيرات دولية
رغم الإشادة بالتقدم التقني، أقرّ ضباط إسرائيليون بوجود أخطاء قاتلة، أدت أحياناً إلى استهداف خاطئ واعتقال مدنيين أبرياء.
من جهتها، حذرت الخبيرة في الذكاء الاصطناعي هاداس لوربر من أن هذه الأدوات، من دون رقابة صارمة، قد تؤدي إلى "نتائج كارثية".
بينما شدد أفيف شابيرا، مؤسس شركة "XTEND"، على ضرورة الموازنة بين الفاعلية العسكرية والاعتبارات الأخلاقية، مع تطور قدرة الخوارزميات على تتبع الأهداف المتحركة بدقة متناهية.
مراقبة رد الفعل الشعبي بعد استشهاد نصر الله
أبرز مشاريع تطوير تقنيات الذكاء الاضطناعي كان تطوير نموذج لغوي ضخم يحلل اللهجات العربية المختلفة لفهم المزاج العام في العالم العربي.
وكشف التحقيق أن أحد أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي كان تحليل ردود الفعل الشعبية بعد استشهاد الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، في أيلول/سبتمبر 2024.
وتمكنت خوارزميات متطورة من رصد التعابير المحلية اللبنانية وتقييم احتمالات التصعيد، رغم بعض الإخفاقات في فهم المصطلحات العامية.
ومع ذلك، وصف الضباط الإسرائيليون هذه التقنية بأنها "وفرت وقتاً ثميناً وسرعت التحليل مقارنة بالطرق التقليدية".
حرب تجريبية لأسلحة المستقبل
وذكّرت "نيويورك تايمز" بأن إسرائيل استخدمت سابقاً الصراعات كساحة اختبار لتقنياتها العسكرية، مثل نظام "القبة الحديدية"، لكنها أشارت إلى أن حجم استخدام الذكاء الاصطناعي في حرب 2023-2024 كان غير مسبوق.
كما حذر مسؤولون أميركيون وأوروبيون من أن ما يحدث في غزة قد يصبح نموذجاً أولياً لحروب المستقبل، حيث تدار المعارك بخوارزميات قد تخطئ أو تُسيء التقدير، مما يضع حياة المدنيين وشرعية العمليات العسكرية في مهب الريح.