8/1/2024 10:24:00 AM
أعاد الجيش الإسرائيلي إلى منشأة الاعتقال "سديه تيمان"، أمس، المعتقل الفلسطيني الذي تعرض لتعذيب جنسي شديد من جانب جنود في منشأة الاعتقال نفسها، وذلك بعد تسريحه من المستشفى، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم، الخميس.
وفيما اعتقلت الشرطة العسكرية 9 جنود مشتبهين بتعذيب المعتقل الفلسطيني، لكن جنودا آخرين الذين شاركوا في مظاهرة ضد اعتقالهم ما زالوا يتواجدون في منشأة الاعتقال. ويدعي الجيش الإسرائيلي أنه لا ينشر معلومات حول مكان احتجاز المعتقل الفلسطيني لأسباب أمنية.
وأشارت الصحيفة إلى أن المعتقل الفلسطيني هو قائد سرية في حماس، واعتقل خلال المناورة البرية الإسرائيلية في قطاع غزة، واحتجز في سجن "عوفر" قرب رام الله، ثم نُقل إلى "سديه تيمان"، بادعاء مشاركته مع 14 معتقلا في تمرد في السجن. وصدر ضد المعتقل أمر اعتقال دائم.
ومددت المحكمة العسكرية، أمس، حتى يوم الأحد المقبل اعتقال ثمانية من الجنود المشتبهين بتعذيب المعتقل الفلسطيني، لكن محامي الجنود نفى الشبهات ضدهم، وقال قسم من الجنود المشتبهين إنه من الجائز أن المعتقل الفلسطيني أصيب خلال التحقيق معه لدى الشاباك، بينما رفضت المحكمة هذه الادعاءات.
وأفادت الصحيفة بأن المحققين في الشرطة العسكرية يعتقدون أن الجنود المشتبهين تسببوا بإصابة المعتقل الفلسطيني في مؤخرته بواسطة عصا أو شيء من هذا القبيل، ويشتبهون أن الجنود ضربوه وكسروا أضلاعه وأنهم كانوا ملثمين.
وجرى فحص المعتقل الفلسطيني في "مستشفى في سديه تيمان"، وبعدما تبينت خطورة إصابته قُدم تقرير إلى منشأة الاعتقال، وفي أعقاب ذلك نُقل المعتقل إلى مستشفى، وبعد علاجه أعيد إلى "سديه تيمان" حيث يرقد وهو مكبل اليدين، وفقا للصحيفة.
وقال القاضي العسكري الذي مدد اعتقال الجنود المشتبهين، طوبي هارت، إن ليس جميع الجنود شاركوا في إصابة المعتقل الفلسطيني، لكن جميعهم شركاء في "الدائرة الداخلية" وكانوا على علم بالتعذيب.
من جانبه، قال المدعي العسكري، ليئور عايش، إنه بموجب الأدلة التي بحوزة الجيش، لا تفسر أي من إفادات المشتبهين الإصابة التي تعرض لها المعتقل الفلسطيني وأن لدى الجيش دليل موضوعي إلى جانب أدلة أخرى.
وشدد مندوب المحققين أمام المحكمة أنه خلافا لادعاءات الجنود المشتبهين، فإن المعتقل الفلسطيني لم يكن ضالعا في حادثة عنف في سجن "عوفر".
وعقبت جمعية أطباء لحقوق الإنسان، أن "إعادة المعتقل إلى العيادة في سديه تيمان، الذي تعرض فيه للتعذيب، هو فشل أخلاقي ومهني خطير من جانب الجهات الطبية وإدارة المستشفى الذي كانوا ضالعين في علاجه الطبي. وبقرارهم هذا عرّض الطاقم الطبي المعتقل لإمكانية أن يلتقي مرة أخرى مع الجنود المشتبهين بتنفيذ عملية الاغتصاب، وبذلك يعرضون حياته للخطر".