أكدت عائلة الطبيب الأردني عبد الله سلامة البلوي (38 عامًا) الذي اعتقله جيش الاحتلال الإسرائيلي أثناء مشاركته في حملة إغاثية طبية متوجهة إلى غزة، أنّ ما جرى مع نجلها محاولة إسرائيلية لترهيب الأطباء والعاملين في المجال الإنساني لإسناد المكلومين في القطاع المحاصر.
وقال الحاج سلامة البلوي والد الطبيب "عبد الله" في تصريحٍ له اليوم الثلاثاء، إنّ سلطات الاحتلال اعتقلت نجله الخميس الماضي (29 ديسمبر/ كانون أول الجاري) أثناء توجهه إلى قطاع غزة ضمن حملة طبية إغاثية نظمتها منظمة "بانزما".
وأضاف أّنه جرى اعتقال نجله أثناء عبوره على جسر الملك حسين (اللنبي) رغم حصوله على موافقة رسمية إسرائيلية بالعبور، وقد أبلغ الاحتلال الوفد الطبي باحتجازه، دون إبداء تفاصيل أو أسباب ذلك.
وأشار الحاج سلامة البلوي إلى أن نجله لا يزال تحت الإخفاء القسري؛ في ظل رفض الاحتلال السماح لمحاميه أو حتى ممثلي وزارة الخارجية الأردنية اللقاء معه.
ورأى أنّ عملية الاعتقال التي طالت نجله تأتي في سياق ترهيب الأطباء والعاملين في المجال الإغاثي؛ وتترافق مع حالة الاستهداف المكثف التي تتعرض لها مستشفيات قطاع غزة والطواقم الطبية هناك.
وعبد الله البلوي هو طبيب جراحة عامة يعمل في مستشفى الرويشد الحكومي بمحافظة المفرق شمال شرق الأردن، وقد زار غزة للمرة الأولى قبل سبعة شهور ومكث فيها أسبوعين لإسناد المنظومة الطبية في القطاع الذي يتعرض لأعنف حرب إبادة في التاريخ البشري الحديث.
وأشار والده أنّه عاين خلال الزيارة الأوضاع الإنسانية الصعبة، وكان يحاول تقديم المساعدة للجرحى والمرضى بقدر المستطاع؛ للتخفيف من آلامهم.
وأخبرنا أنّ نجله كان يتحدث عن زيارته السابقة بـ "مرار كبير" فقد رأى بعينه الفظائع التي ارتكبها الاحتلال في غزة، ومشاهد الشهداء والجرحى القاسية في المستشفيات خاصة الحروق التي تصيب أجساد المدنيين من النساء والأطفال.
وأكد الحاج سلامة البلوي، أنّه بالرغم من أنّ نجله الطبيب لم يمكث في غزة إلا فترة قصيرة، لكنها كانت كفيلة بأنّ تجعله يتألم على الدوام وكأنه عاش مدى الحياة هناك، لافتًا أنّ شعوره بالمسؤولية اتجاه أهله في القطاع كان سببًا في تصميمه على العودة مجددًا إليهم.
"سند للانباء"
تصميم وتطوير: ماسترويب 2016 |