تلفزيون نابلس
الخرائط السائلة في منطقة قلقة.. محللون يتخوفون من خطر التقسيم للأراضي السورية
12/19/2024 10:01:00 AM

 د. أحمد الطيبي: إسرائيل استغلت الأوضاع في سوريا لاحتلال أراضٍ إضافية وتعميق الاحتلال في الجولان السوري


د. أماني القرم: الأوضاع في سوريا تشير إلى فراغ سياسي قادم ونزاعات بين الأطراف وهذا سيمنح إسرائيل فرصة أكبر للتمدد

عماد أبو عواد: إسرائيل تستغل غياب أي مقاومة فعلية من الجانب السوري في هذه المرحلة لتحديد ملامح المرحلة المقبلة

د. حسن مرهج: إسرائيل تسعى إلى ترسيخ سيطرتها على الجولان مع تطلعات تمتد إلى مناطق أبعد في سوريا

أمير مخول: إسرائيل تعمل على ترسيخ احتلالها للجولان وتوسيع سيطرتها نحو دمشق والسويداء وجبل العرب

د. أمجد شهاب: إسرائيل تعتمد سياسة جس النبض وفرض الوقائع على الأرض واستخدامها ورقة تفاوضية لتحقيق أهداف إضافية

 

في خطوة تعكس من جهة تمادي دولة الاحتلال في انتهاك كل الأعراف والقوانين الدولية وسيادة الدول المجاورة، ومن الجهة الأُخرى عجز المجتمع الدولي عن الدفاع عن مبادئه، بادر رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، أول من أمس الثلاثاء، إلى عقد اجتماع في جبل الشيخ بأقصى شمال الجولان السوري المحتل، مع كلٍّ من وزير جيشه يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي ورئيس جهاز الأمن القومي (الشاباك) رونين بار وقائد القيادة الشمالية، لتقدير الأوضاع هناك.



واستغل نتنياهو هذه الزيارة والاجتماع للإعلان عن أن مرتفعات الجولان "ستظل إلى الأبد جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل"، مشيراً إلى أنه "لا تزال أمام إسرائيل تحديات، لكنها تعمل على ترسيخ مكانتها كمركز قوة في المنطقة". وقال: "بهذه المناسبة، أود أن أشكر صديقي الرئيس المنتخب دونالد ترمب، على استجابته لطلبي بالاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان في عام 2019. وستظل هذه المرتفعات إلى الأبد جزءاً لا يتجزأ من دولة إسرائيل".



بدورهم، اعتبر كتاب ومحللون وسياسيون تحدثوا لـ"ے" أن هذا الاجتماع يندرج في إطار تمرير الرسائل السياسية بأن الجولان صار جزءاً من إسرائيل كتحصيل حاصل، خاصة مع اتساع المناطق التي يسيطر عليها جيشه في هضبة الجولان والجنوب السوري بشكل عام.

 

 

إسرائيل تنتهك القانون الدولي وأمريكا تبرره

 

وقال رئيس الحركة العربية للتغيير النائب د. أحمد الطيبي: إن إسرائيل ورئيس وزرائها بنيامين نتنياهو استغلوا الأوضاع في سوريا لاحتلال أراضٍ سورية إضافية وتعميق الاحتلال في الجولان السوري، دون أي رد فعل من المجتمع الدولي. بل أكثر من ذلك، وصفت الإدارة الأمريكية هذه الممارسات بأنها تندرج ضمن "الحق في الدفاع عن النفس".



وأشار الطيبي إلى أن احتلال أراضٍ دولة ذات سيادة، الذي يُعد انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي، تم تبريره من قبل الولايات المتحدة تحت مظلة "الدفاع عن النفس"، بالتزامن مع هجوم إسرائيلي كاسح على الأراضي السورية شمل قصف منشآت عسكرية وعلمية.



وأضاف: إنه قبل ذلك، تحدث المسؤولون الإسرائيليون بشكل واضح عن تعميق الاستيطان الإسرائيلي في الجولان السوري.



وأكد الطيبي أن هناك في الحكومة الإسرائيلية من يسعى إلى الاستمرار في هذا الاحتلال للأراضي السورية الجديدة التي تم الاستيلاء عليها، وأن النهج الإسرائيلي السياسي غالبًا ما يحول المؤقت إلى دائم. 



وأوضح أن نتنياهو لم يصرح علناً بأن هذا الاحتلال مؤقت، بل أشار بشكل غير مباشر إلى رغبته في توسيع الاستيطان، ما يشير إلى أن الاحتلال الحالي يتجه ليصبح دائمًا، كما حدث مع احتلال الجولان السوري عام 1967.



وأضاف الطيبي إن المشكلة تكمن في الصمت الدولي، الذي يصل أحياناً إلى حد التأييد الضمني لهذا الاحتلال، إلى جانب الصمت السائد في المنطقة والعالم العربي، وكأن الأمر طبيعي، وهو ليس كذلك على الإطلاق.



وفي ما يتعلق بانشاء مشروع ممر داود من الفرات الى البحر المتوسط، قال الطيبي إن الفكر التوسعي للحكومة الإسرائيلية معروف، وتشهد عليه التصريحات المتكررة لعدد من وزرائها.



وأكد الطيبي أن الجولان السوري بأكمله يجب أن يعود إلى السيادة السورية، مثنياً على موقف شرائح المجتمع السوري التي تقف موحدة في مواجهة هذا الاحتلال. 

 

هجمات 7 أكتوبر شكّلت فرصة ذهبية لإسرائيل

 

من جانبها، قالت الكاتبة والباحثة في الشأن الأمريكي والإسرائيلي د.أماني القرم، إن هجمات السابع من أكتوبر 2023 شكّلت فرصة ذهبية لإسرائيل، خصوصاً للتيار القومي الجديد الصاعد والصهيونية الدينية المتطرفة، لإعادة تشكيل المنطقة بما يتوافق مع الرؤية الإسرائيلية الكبرى.



وأكدت القرم أن ميزان القوى في الشرق الأوسط قد تغيّر لصالح إسرائيل، حيث تم تحجيم وكلاء إيران مثل حركة حماس وحزب الله، وإسقاط نظام الأسد، وتقليص نفوذ الحوثيين، مع احتمالات قريبة لتراجع التأثير الإيراني في العراق. 



وأشارت إلى أن إيران نفسها باتت تنكمش بعد سلسلة من الضربات التي أضعفتها.



وفي المقابل، أشارت القرم إلى أن إسرائيل تعيش حالة من فائض القوة، حيث تتصرف بحرية تامة بفضل الدعم غير المحدود من الولايات المتحدة، القوة العظمى في العالم. 



ومع توقع وصول رئيس أمريكي جديد يركّز على الشؤون الداخلية، ترى القرم أن يد إسرائيل ستطلق بحرية أكبر في الإقليم، بل ستتحول إلى نواة للتحالفات الإقليمية وأداة الردع الاستراتيجي لواشنطن، خاصة بعد نجاحاتها في التخلص من خصومها.



وأوضحت القرم أن خطوة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقد اجتماعات في جبل الشيخ والسيطرة على المنطقة العازلة تشير إلى استراتيجية إسرائيلية واضحة تهدف إلى التمدد وترسيخ السيطرة الكاملة على الجولان السوري. 



وأكدت أن إسرائيل لم تعد تنظر إلى الجولان كأرض متنازع عليها، كما صرّح نتنياهو نفسه بأن الجولان سيظل "إسرائيليًا إلى الأبد".

 

11 مليون دولار لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان

 

وأضافت القرم: "إن إسرائيل سارعت إلى الإعلان عن تخصيص 11 مليون دولار لمضاعفة عدد المستوطنين في الجولان، إلى جانب بناء بنية تحتية طويلة الأمد تدعم الاستيطان".



واعتبرت أن الأوضاع في سوريا تشير إلى فراغ سياسي قادم ونزاعات بين الأطراف المسيطرة حالياً، وهو ما سيمنح إسرائيل فرصة أكبر للتمدد، خاصة مع مشاريع البنية التحتية التي تعمل عليها على طول الحدود في الجولان.



وتوقعت القرم استمرار التوسع الإسرائيلي في الجنوب السوري، وصولًا إلى الحدود الأردنية والعراقية، في إطار مشروع يُعرف باسم "ممر داود"، الذي يُعتبر أحد مخططات القوميين الجدد في إسرائيل والصهيونية الدينية.



وأشارت إلى أن هذا المشروع يعيد إحياء ما تصفه بالخرافات الصهيونية حول إنشاء "إسرائيل الكبرى"، ويمنحها فوائد استراتيجية كبرى، من بينها تحجيم النفوذ الإيراني، والسيطرة على الموارد السورية، خصوصًا النفطية، وتعزيز اليد الإسرائيلية الطولى في المنطقة. كما يدعم المشروع إقامة دولة كردية موالية لإسرائيل والولايات المتحدة، مما يعزز مصالحها في الإقليم.

 

إسرائيل تسعى لنقل المعركة إلى الداخل السوري

 

بدوره، اعتبر المختص في الشأن الإسرائيلي عماد أبو عواد أن التحركات الإسرائيلية الأخيرة داخل الأراضي السورية تأتي في إطار استغلال الظروف الراهنة في سوريا، التي تمر بحالة من عدم الاستقرار وانشغالها بإعادة ترتيب أوراقها الداخلية. 



وأكد أن إسرائيل تدرك تماماً أن هذه المرحلة تشكل فرصة ذهبية، نظراً لضعف القدرة السورية على الرد أو اتخاذ إجراءات مضادة.



وأشار أبو عواد إلى أن التوغل الإسرائيلي يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، أبرزها: فرض السيطرة البرية، واستمرار استهداف العمق السوري لضمان تحييد أي تهديدات مستقبلية. 



وأضاف: "إن إسرائيل كانت على دراية بطبيعة النظام السوري السابق، الذي كان يُظهر العداء لإسرائيل من خلال التصريحات ودعم حزب الله بالسلاح، لكنه في الواقع كان يبحث عن استمرار بقائه دون تشكيل تهديد حقيقي لإسرائيل".



وتابع: "أما اليوم، فإن إسرائيل تنظر بقلق إلى إمكانية تحول المشهد السوري إلى مقاومة فعلية بدلاً من اقتصارها على الخطاب المعادي. ومن هنا، تسعى إسرائيل إلى استغلال هذه الفترة لرسم معالم جديدة على الأرض، سواء تحسباً لصدام عسكري محتمل خلال السنوات المقبلة، أو لتثبيت حقائق ميدانية يمكن أن تؤثر على أي تسويات سياسية مستقبلية".

 

 

بقاء الجولان ضمن المعادلة الإسرائيلية

 

وأوضح أبو عواد أن أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل هو نقل المعركة إلى الداخل السوري، بحيث يصبح مسرح العمليات العسكرية المحتملة داخل الأراضي السورية، وليس في العمق الإسرائيلي. كما تهدف إسرائيل إلى التأثير على المشهد الداخلي في سوريا، بما يتماشى مع رؤيتها المعلنة لتقسيم سوريا إلى مناطق تخضع لسيطرة الأقليات المختلفة.



وأضاف: "إن إسرائيل تسعى إلى تعقيد أي مفاوضات دولية مستقبلية مع سوريا، بحيث تكون العودة إلى ما قبل سقوط النظام السوري دون التطرق إلى المناطق المحتلة كالجولان". 



وأكد أن الهدف الإسرائيلي الأكبر هو فرض واقع جديد، يتمثل في الاعتراف بالجولان كجزء من إسرائيل، وليس منطقة محتلة.



وأشار أبو عواد إلى أن إسرائيل تستغل غياب أي مقاومة فعلية من الجانب السوري في هذه المرحلة لتحديد ملامح المرحلة المقبلة.



 وأوضح أن هذا التوغل يهدف إلى ضمان بقاء الجولان ضمن المعادلة الإسرائيلية، سواء في حالة نشوب صراع عسكري أو في إطار أي تسوية سياسية مستقبلية.



ولفت إلى أن التوسع الإسرائيلي في سوريا ليس خطوة سهلة، بل إنه يفرض أعباء كبيرة على الجيش الإسرائيلي والميزانية العامة لدولة الاحتلال. 



وقال أبو عواد: مع ذلك، تراقب إسرائيل عن كثب تطورات الوضع في سوريا، على أمل أن يؤدي تقسيمها إلى تعزيز سيطرتها على المناطق المجاورة. وفي حال استعادة سوريا لوحدتها، فإن إسرائيل تسعى إلى ضمان إبقاء هذه المناطق ضمن إطار التسويات الدولية التي قد تُفرض مستقبلاً.

 

إسرائيل تتحسب لكل السيناريوهات المحتملة

 

من جهته، قال الخبير في شؤون الشرق الأوسط د.حسن مرهج: إن إسرائيل تستغل الوضع الحالي في سوريا لترسيخ سيطرتها على الجولان السوري المحتل، حيث تسعى إلى فرض سيادتها على المنطقة بشكل نهائي لا رجعة فيه. 



وأضاف: إن الرسائل الإسرائيلية تهدف إلى التأكيد على أن الجولان هو "جزء لا يتجزأ" من إسرائيل، مع تطلعات تمتد إلى مناطق أبعد من الجولان.



وأشار مرهج إلى الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لهذه الخطوات، حيث تركز إسرائيل على التوسع والتمركز في مناطق تتجاوز محافظة القنيطرة، وصولًا إلى جبهة الخشب وأعلى نقطة في جبل الشيخ. 



وأوضح أن هذا الانتشار يساعد إسرائيل في إبعاد أي تهديد مستقبلي عن حدودها، مشيراً إلى أن هذه المناطق لا تبعد أكثر من 20 كيلومتراً عن العاصمة دمشق، وربما أقل.



وأكد مرهج أن إسرائيل تتحسب لكل السيناريوهات المحتملة في سوريا، حيث ما زال الوضع الداخلي السوري يعاني من انقسامات وخلافات كبيرة بين الفصائل المسلحة، لافتاً إلى أن هذه التوترات قد تؤدي إلى انفجار جديد في مناطق مثل إدلب، الجنوب السوري، وجبل العرب، فضلاً عن الانتهاكات والنزاعات التي يشهدها الساحل السوري.

 

التوسع التركي في الشمال السوري

 

وأضاف: "إن تركيا تواصل تحضيراتها لتوسيع نفوذها في الشمال السوري، بينما يظل الوجود الأمريكي متمركزًا في الشرق، وهو ما يخلق حالة من التأهب في المنطقة". 



وبيّن أن إسرائيل تتابع هذه التطورات عن كثب، وربما تحتاج إلى التوسع أكثر لتعزيز أمنها القومي وإبعاد أي خطر مستقبلي على حدودها.



وفي سياق متصل، أشار مرهج إلى أن إسرائيل تخطط لتكثيف تركيزها على الضفة الغربية بحلول عام 2025، حيث تعمل على تحييد أي تهديد مستقبلي قد يؤثر على أمنها. 



واشار مرهج إلى أن إسرائيل تمكنت بسهولة من فرض سيطرتها على الأراضي السورية دون أي رادع دولي، مع دعم متزايد من بعض الأطراف الدولية، بما في ذلك تشجيع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على هذه الخطوات.

 

 

زيارة للتغطية على أمور أخرى أكثر أهمية

 

 

بدوره، قال المحلل السياسي أمير مخول أن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى المناطق التي احتلتها إسرائيل حديثاً في سوريا لم تكن الخطوة الأهم التي قام بها، مشيرًا إلى أن الزيارة قد تكون للتغطية على أمور أخرى أكثر أهمية.



وأوضح أن هناك تساؤلات داخل إسرائيل حول أسباب غياب نتنياهو وأماكن وجوده، ما يشير إلى احتمالية وجود مخططات أخرى تتعلق بزيارات أو أهداف إقليمية أو دولية.



وأضاف مخول: "إن إسرائيل ترى في الوضع السوري فرصة ذهبية لترسيخ احتلالها الدائم للجولان السوري، بل وتسعى لتوسيع سيطرتها نحو دمشق والسويداء وجبل العرب". 



ولفت إلى أن إسرائيل قد تعمل على تقسيم سوريا وإقامة إقليم موالٍ لها في حال نجاحها، وهو مشروع لم يُحسم بعد.



وأشار إلى أن إسرائيل تخطط لإقامة منطقة عازلة على الحدود بين لبنان وسوريا، تحت سيطرتها المباشرة، بذريعة منع حزب الله من تعزيز قدراته العسكرية. 



وأوضح أن حزب الله بات يواجه تحديات كبيرة نتيجة المتغيرات الإقليمية وانقطاع خطوط الدعم الإيرانية، ما جعله في وضع أكثر عزلة.

 

"الجولان الموسع" ومضاعفة أعداد المستوطنين

 

وشدد مخول على أن إسرائيل تسعى لمضاعفة عدد سكان الجولان، لكنها تتحدث عن "الجولان الموسع"، الذي يتجاوز المناطق المحتلة منذ عام 1967، ويشمل أراضي جديدة ترغب في ضمها. 



وأوضح أن هذا المخطط يتضمن تعزيز السيطرة على الموارد الزراعية والمائية، وهو جزء من سياسة واضحة لإقامة حكم إقليمي درزي في الجولان، بالرغم من الرفض القاطع لهذا المشروع من قبل الدروز في سوريا والجولان المحتل.



وأضاف مخول: "إن إسرائيل قد تجد نفسها في ورطة إذا استمرت في احتلال الأراضي السورية، حيث قد تواجه مقاومة شعبية سورية في المستقبل"، مشيراً إلى أن الهدوء الذي استمر لعقود على الحدود قد ينقلب إلى مواجهة مع السوريين.



وأشار إلى أن المخطط الإسرائيلي لا يقتصر على الجولان، بل يشمل إضعاف الجيش السوري والهجوم على إيران، وهو أمر قد يكون معقداً وصعب التنفيذ. 



وأكد مخول أن إسرائيل تنتظر عودة دونالد ترمب لرئاسة الولايات المتحدة لدعم هذه الخطط، لكنه حذر من أن ترامب لن يمتلك "العصا السحرية" لتطويع المنطقة لصالح إسرائيل.

 

رسائل واضحة بأن إسرائيل لن تتخلى عن الجولان

 

من جهته، قال المحلل السياسي د.أمجد شهاب: إن إسرائيل تعتمد على سياسة جس النبض، وفرض وقائع جديدة على الأرض، مستغلة هذه الوقائع كورقة تفاوضية لتحقيق أهداف إضافية ضمن برنامجها الاحتلالي.



وأشار الى أن من أبرز الدلالات على هذا التوجه، إرسال رسائل واضحة مفادها أن إسرائيل لن تتخلى عن هضبة الجولان، التي ضمتها رسمياً عام 1981، وحصلت على اعتراف بهذا الضم من إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.



وأوضح أن الاجتماع الذي اتخذ طابعاً عسكرياً وأمنياً يشير إلى نية إسرائيل احتلال المنطقة العازلة، وأجزاء من درعا الغربية ومحافظة القنيطرة، بزعم الحفاظ على أمنها القومي ومواجهة حزب الله والتيارات الإسلامية المتطرفة.



وأوضح شهاب أنه تحت هذه الذرائع، تسعى إسرائيل للبقاء في هذه المناطق لأهميتها الاستراتيجية والعسكرية، إلى حين التوصل إلى ترتيبات أمنية مع القيادة السورية الجديدة.



ولفت إلى أن المناطق المحتلة حديثاً تُستخدم كورقة ضغط إضافية لابتزاز الحكومة السورية المستقبلية، بهدف تحقيق مكاسب إضافية قد تشمل تعزيز سيطرتها على هضبة الجولان، التي احتُلت عام 1967. 



وأضاف: إن انسحاب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من اتفاق فض الاشتباك الموقع مع الحكومة السورية عام 73 يؤكد أن إسرائيل تسعى للتذرع بعدم وجود تفاهمات لضمان سيطرتها على مزيد من الأراضي، مع إرسال رسائل تهدف إلى إضعاف القيادة السورية الجديدة.

 

بث الفوضى في الساحة السياسية الإقليمية

 

واعتبر أن هذه الإجراءات تعد انتهاكاً صريحاً للقانون الدولي، الذي لا تُعِر إسرائيل له أي اهتمام، حيث تسعى إلى بث الفوضى في الساحة السياسية الإقليمية لتبرير وجودها العسكري على أنه إجراء دفاعي مشروع.



وقال شهاب: "في خطوة تؤكد هذه الدوافع، صدر خلال الاجتماع قرار بزيادة عدد المستوطنين في هضبة الجولان السورية المحتلة، مع تخصيص ميزانية إضافية لتوسيع المستوطنات. وجاء ذلك بالرغم من الإدانات العربية والإسلامية والدولية لهذه الإجراءات، التي تُعد تعدياً على الحقوق الفلسطينية والعربية، وانتهاكًا صارخًا للأعراف والقوانين الدولية.



وخلص شهاب للقول: "إن هذه الإجراءات تهدف إلى تحقيق أهداف استراتيجية وسياسية بعيدة المدى، تحت غطاء مبررات وذرائع واهية، مثل إنشاء منطقة آمنة أو انتظار تحقيق الاستقرار السياسي في سوريا".  خاص بالقدس دوت كوم 

تصميم وتطوير: ماسترويب 2016
جميع الحقوق محفوظة