12/2/2024 9:50:00 AM
سعى رئيس النظام السوري بشار الأسد، للحصول على دعم حلفائه بعد فقدان قواته السيطرة على حلب إثر هجوم لفصائل معارضة خلف أكثر من 410 قتلى، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأصبحت حلب، ثاني كبرى مدن سورية، خارج سيطرة النظام السوري للمرة الأولى منذ اندلاع النزاع، مع سيطرة هيئة تحرير الشام وفصائل حليفة لها على كل الأحياء حيث كانت تنتشر قوات النظام، حسبما أفاد المرصد.
ونقلت الرئاسة السورية عن الأسد تشديده خلال استقباله وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدمشق على "أهمية دعم الحلفاء والأصدقاء في التصدي للهجمات الإرهابية المدعومة من الخارج".
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لفرانس برس إن هيئة تحرير الشام وفصائل معارضة "باتت تسيطر على مدينة حلب بالكامل، باستثناء الأحياء الخاضعة لسيطرة القوات الكردية" بشمالها.
وبذلك أصبحت المدينة "للمرة الأولى خارج سيطرة قوات النظام منذ اندلاع النزاع" عام 2011.
ويضم الجزء الشمالي من مدينة حلب أحياء عدة تقطنها غالبية كردية، أبرزها الشيخ مقصود والأشرفية، وتخضع لسيطرة القوات الكردية، العمود الفقري لقوات سورية الديموقراطية المدعومة أميركيا والتي تشكل الذراع العسكرية للإدارة الذاتية الكردية.
كانت القوات الحكومية استعادت السيطرة على كامل مدينة حلب نهاية عام 2016 بدعم جوي روسي، بعد معارك وجولات قصف وسنوات من الحصار للأحياء الشرقية فيها والتي شكلت معقلا للفصائل المعارضة منذ صيف 2012.
وكان لإيران والمجموعات الموالية لها نفوذ واسع بمدينة حلب ومحيطها، قبل أن تخلي عددا من مواقعها تباعا خلال الأشهر الماضية، وفق المرصد.
وتقود الهجوم هيئة تحرير الشام، المصنفة "إرهابية" من الأمم المتحدة والتي تعد إدلب معقلها الرئيس مع فصائل سورية أخرى أقل نفوذا. وتمكنت خلال اليومين الماضيين من السيطرة على غالبية أحياء حلب والمطار الدولي، إضافة إلى عشرات المدن والقرى بإدلب وحماة "مع انسحاب قوات النظام منها"، وفق المرصد.
وشن الطيران الروسي، وفق المرصد، غارات على ساحة قرب جامعة مدينة حلب أوقعت خمسة قتلى، لم يحدد إذا كانوا مدنيين أو مقاتلين.
واستهدفت غارات مماثلة مخيما للنازحين بمدينة إدلب، ما أسفر عن مقتل ثمانية مدنيين بينهم طفلان وإصابة أكثر من خمسين آخرين.
وارتفعت حصيلة الهجوم الخاطف الذي شنته فصائل معارضة بشمال سورية إلى 412 قتيلا على الأقل بينهم 61 مدنيا، حسب المرصد.
وأوضح المرصد أن الهجوم أسفر عن 214 قتيلا بصفوف الفصائل و137 قتيلا بصفوف قوات النظام والميليشيات الموالية لها و61 قتيلا مدنيا، بينهم 17 سقطوا الأحد.
والتصعيد الميداني الحالي لم تشهد له سورية مثيلا منذ سنوات. فقد أتاح وقف للنار رعته موسكو وأنقرة عام 2020 هدوءا إلى حد كبير في إدلب، حيث كانت هيئة تحرير الشام تسيطر على نحو نصف مساحة المحافظة وعلى أجزاء ملاصقة لها من محافظات حلب وحماة واللاذقية.
وانهارت الهدنة الأربعاء الماضي، مع بدء الفصائل هجومها، دون أن تتضح خلفيته وآفاقه.